معلقة امرئ القيس وجامعة السوربون

تصغير
تكبير

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح فالمقراة لم يَعْفُ رسمها

لما نسجتها من جنوب وشمأل

أماكن يقع بينها ومنزل الحبيبة.

أرادت جامعة السّوربون الفرنسية أن تتحقق من هذه المواقع إن كانت كما ذكرت بتسلسلها المذكور.. فاختارت وفداً كبيراً من الجامعة ومن درس فيها من العرب ومن رأت من يصلح للتحكيم مثل الأستاذ حمد الجاسر والشيخ علي عبدالمنعم (أزهري) كان يخطب في جامع ثانوية الشويخ عند حداثة المدرسة والجامع المسجد، وهو كان يفقه اللغة الفرنسية كطه حسين، وحافظ إبراهيم، وكثير من رواد الأدب في مصر أول القرن العشرين، والدكتور زكي مبارك، ومن أدباء الجزائر وشمال أفريقيا، فثبت بعد التحكيم صحة المواقع وتسلسلها من مقدمة المعلقة:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقْط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح، فالمقراة لم يعف رسمها...

الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله أسمعنا في زيارة تشرفنا بلقائه في وفد من رابطة الأدباء الكويتيين قال لنا إن أسرتي من (المقراة)..

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم

يقولون لا تهلك أسىً وتحمل

والمعلقة طويلة

ومن أبياتها:

ويوم عقّرتُ للغدارى مطيتي

فيا عجباً من كورها المتحمل

(مطية الشاعر وهي ناقة)

فظل العذارى يرتمين بلحمها

وشحم كهداب الدمقس المفتل

(هداب الدمقس: أطراف الحرير

المفتل: المفتول

الخدْر هنا الهودج...

وعنيزة: اسم المحبوبة)

ويوم دخلت الخدر خدر عُنيزة

فقالت لك الويلات إنك مرجلي

أي فاضحي بين الرجال

تقول وقد مال الغبيط بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

أغرك مني أن حبك قاتلي

وأنك مهما تأمري القلب يفعل

وأنك قسمت الفؤاد فنصفه

قتيل ونصف بالحديد مكبل

فإن تك قد ساءتك مني خليقة

فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

(الخليقة: السّجية، والسجية: الطبيعة، والثباب هنا القلب)

وتنسُل: تسقط، والمعنى: إذا ساءتك خصلة مني فسلّي قلبي من قلبك.

والثياب هنا: القلب، وتنسل هنا: تخرج.

إذا ما الثريا في السماء تعرضت

تعرض أثناء الوشاح المفصل

فجئت وقد نضَّت لنوم ثيابها

لدى الستر إلا لبسة المتفضل

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي