تراهم يتسابقون للحصول على «الثراء السريع»، وبعضهم يبحث عن «الجاه»... وإن استوقفتهم أو لمجرد سؤالهم «شفيكم؟» يقولون لك: «نبي نؤمن مستقبلنا»!

طيب، ماذا تقول في قوله عز من قائل «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» (هود: 6)، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) «رواه الترمذي».

هذا خلاصة حديثي مع دكتور فاضل في ليلة شتوية وأحببت أن أشارككم فيه.

المؤمن يعمل ويجتهد ويتحرى كسب الحلال من كل فلس يجنيه، أما أن نجعل «الفلوس» و«الجاه» الأهم فهذا خطأ لا يغتفر!

أحياناً كثرة المال يصعب معها متابعة مداخل «الفلوس» ومخارجها، وقد تتلوث بمصادر الحرام بشتى أنواعه من غير أن يدرك المرء، ومعلوم أن الإنسان المؤمن يبتلى في ماله وأهله وأولاده وصحته... وكله خير، استناداً إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) «رواه مسلم».

احذر من الشفاعة في حد من حدود الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) «متفق عليه».

لا تسرق، لا تقبل الرشوة وإن زينوها لك بمسميات براقة وأحلُّوها لك، لا تكن طرفاً في الفساد والإفساد... وعش حياتك حتى وإن لم تملك من المال الكثير، حيث إن رزقك ورزق أولادك قد كتبه الله لك، وما عليك سوى السعي.

الحاصل، أن ثقافتنا من قيم ومعتقدات باتت مشوهة، ونسأل الله السلامة، فلو نظرت للبعض تجدهم يكرمون في العطايا من أجل «الصيت» أو «المصلحة» في حين لو جاءهم محتاج لا يعطونه، وهذا من أسباب ضياع المعروف بين الناس!

الزبدة:

اسأل الله البركة في المال والرزق والولد والأهل، وراجع نفسك قبل فوات الأوان، فالعمر يمضي سريعاً، وجني المال له سبل علينا اتباعها... وما دامت صحتك «زينة» وفي أمن وأمان وعندك ما يلبي احتياجاتك الأساسية، فاحمد ربك واشكره و... «لإن شكرتم لأزيدنكم» (إبراهيم:7).

حاول أن تجالس الأخيار الثقات لتميز بين الحق والباطل والحلال والحرام، فقول «ما أدري» لن يكون مقبولاً أمام رب عادل لا يغيب عنه مثقال ذرة، لاسيما أن المعلومات متوافرة مصادرها.

وأسأل الله أن يهدينا وإياكم سبل الرشاد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi