لقد أصبحت أخبار إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات للمصانع من الأخبار المزعجة جداً لعمال المصانع، فبعد كل خبر يبشر بادخال الذكاء الاصطناعي يتبعه خبر بقرار إدارة المصنع بالاستغناء عن مئات العمال

وأحياناً كثيرة الاستغناء عن آلاف العمال...

فحتى الدول ذات التعداد السكاني المرتفع جداً ولديها وفرة بأعداد الأيدي العاملة تجدها متجهة بقوة نحو إلغاء العديد من الوظائف واستبدال العمال بالروبوتات الاصطناعية، التي تم استحداثها لتحل محل العنصر البشري بالأعمال الخطرة، لكن ما يحدث الآن هو اتجاه المصانع لطرد العمال وإحلال الروبوتات الاصطناعية في معظم الوظائف سواء كانت خطرة أم غير ذلك...!

من التساؤلات القديمة والمكررة التي معظمنا سمعها هو «هل ستحل الآلة مكان البشر ويصبح البشر تحت سيطرة الآلة...؟»

فهل من يقود المشهد العالمي لا يعلم بالأخطار التي سيتسبب بها اتجاه العالم المتسارع للاعتماد على الآلة...؟

لكن التساؤل الأكثر أهمية، هل ستنتصر الآلة والذكاء الاصطناعي على البشر...؟

في الوقت الحالي لن تنتصر، وانتصارها بالمستقبل سيكون بسبب تقاعس البشر وسماحهم بضياع الحِرفة من عقولهم قبل ضياعها من أيديهم، من هنا تكمن أهمية تعليم أبنائنا وأحفادنا الأعمال الحرفية والصناعية، فالمبدأ الذي يجب ألا نتخلى عنه أبداً هو أن الإنسان هو مَن يصنع ويتحكم بالآلة، وهو من ابتكر الذكاء الاصطناعي ويجب ألا يسمح للآلة والذكاء الاصطناعي بالتحكم به...