احتضنت المملكة العربية السعودية، أعمال القمة الخليجية - الأميركية، التي تأتي في ضوء الزيارة التاريخية الأولى خارجيّاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى السعودية وقطر والإمارات.

ولا شك هذه الزيارة تمثل مدى الدور المحوري الذي تملكه المملكة العربية السعودية في الساحة الدولية، حيث إنها أصبحت لاعباً دولياً محترفاً، وذكر سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تؤكد مرة أخرى، التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين «لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية مستدامة للأزمات، ودعم جهود التهدئة في غزة، والتوصُّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومواجهة الأنشطة التي تهدِّد حرية الملاحة في البحر الأحمر».

وأفاد وربيرغ «إن الزيارة تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، مدى أهمية وإستراتيجية الدور المحوري للسعودية في المنطقة، إذ ترى الولايات المتحدة في المملكة، شريكاً محورياً، في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميَّين»، وقال «من المتوقع أن تناقش الزيارة ملفات إستراتيجية تتعلق بالأمن الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة».

وجولة ترامب في السعودية والإمارات وقطر، تمثل أهمية كبيرة لهذه الدول وللخليج والمنطقة ولاقتصاد العالم واستقراره بالوقت ذاته، ومن الواضح أن التنمية في هذه الدول تأخذ أولوية، خصوصاً في عصر التقدم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ولعل ما نشاهده ونسمع عنه يؤكد ذلك، وبعض دول الخليج بدأت بوضع مناهج الذكاء الاصطناعي لطلاب المرحلة الابتدائية، لذلك هذه الخطوة للأمام تحفز بقية دول الخليج للحاق بركب التقدم.

ومن الواضح أن القضية الفلسطينية لها أهمية بالغة لدى دول الخليج، ومن فترة دعمت حل الدولتين، ولكن هناك تعنت وعدوان وإجرام من قبل نتنياهو، كلما تم الاقتراب من الحل أو أي اتفاق قام بمجزرة جديدة، وترامب، هو الطرف القادر على إيقاف العدوان خصوصاً بعد دخول الولايات المتحدة بمفاوضات مع حركة حماس لإطلاق سراح أحد الأسرى.

ممارسات الرياض الدبلوماسية لها دور كبير في مستقبل المنطقة، شاركت في حل النزاعات ورفع العقوبات عن سوريا وهذا تحول لافت يعيد الأوكسجين الاقتصادي لسوريا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من العاصمة السعودية رفع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق، خلال كلمة ألقاها في السعودية، ورحبت دمشق والشعب السوري بهذه الخطوة والتصريحات، حيث ذكر ترامب أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع سوريا، مذكراً أنها «عانت من بؤس شديد وموت كبير ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال السلام والاستقرار»، وقد رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بتصريحات الرئيس الأميركي بشأن رفع العقوبات عن سوريا، ووصف القرار بأنه نقطة تحول محورية للشعب السوري، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

ومن الواضح أنه تم الاستعداد جيداً لهذه الزيارة ومنذ وقت طويل بين الحكومتين حيث مهدت لاتفاقيات سياسية واقتصادية ودفاعية، وإنهاء حرب غزة، إضافة إلى قيادات كبرى الشركات الأميركية، إيلون ماسك، رئيس لشركات «تسلا» و«سبيس إكس»، ومعه رؤساء من «أوبن إيه آي»، و«ميتا»، و«ألفا بت»، و«بوينغ»، و«سيتي غروب»، بمعنى أن هناك عقوداً اقتصادية كبيرة سيتم توقيعها ستعود بالنفع على كل دول الخليج.

ومن نافلة القول، إن العالم بدأ يتغيّر وهناك صراعات اقتصادية وسياسية بدأت، ودول الخليج منفردة لا تستطيع أن تعمل بمفردها، لذلك لا بد من دول الخليج توحيد الرؤية وتقوية الصف الخليجي، وهذا يعود بالنفع على جميع الدول، ولعل زيارة الرئيس الأميركي خير مثال وشاهد على ذلك.