أكد الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني-الكويت، صلاح الفليج، أن «الوطني» برهن على مرونة وقوة نموذج أعماله المتنوع، الذي منحه القدرة الكافية للتعامل مع التغيرات التي طرأت على البيئة التشغيلية، إضافة إلى عدم التأثير على زخم الاستثمارات الإستراتيجية في التكنولوجيا خلال العامين الماضيين.

وقال الفليج في مقابلة مع مجلة «غلوبال فاينانس العالمية» إن أولويات البنك تواصل التركيز على التنويع الذي يشمل التحول الرقمي الاستباقي، وتوسيع البنية التحتية الرقمية التي بدأها منذ سنوات طويلة، بهدف تمكين المجموعة من تقديم أفضل الخدمات لعملائها وتحسين مواردها، وبما ينعكس بشكل إيجابي على الكفاءة التشغيلية، والعمل كنقطة انطلاق رئيسية للنمو والتوسع نحو أسواق أخرى.

وأضاف أنه وبجانب التحول الرقمي تأتي مساعي البنك نحو ترسيخ مكانته الريادية إقليمياً في مجال إدارة الثروات، إذ قام بتأسيس منصة إدارة الثروات العالمية، والتي تجمع بين القدرات المصرفية الاستثمارية الواسعة وإدارة الأصول لدى شركة الوطني للاستثمار من جهة، وبين الخبرة والواجهات التي تركز على العميل والتي طورتها مجموعة الخدمات المصرفية الخاصة لدى البنك، بهدف زيادة حصته السوقية في إدارة الأصول، وتوسيع قاعدة عملائه الحالية في الكويت مع التوسع أيضاً في الأسواق الإقليمية التي تشمل السعودية.

وأشار الفليج إلى أن المسارين يساهمان في إستراتيجية التنويع الشاملة التي ينتهجها البنك، الذي يخطط للاستفادة منهما لدفع إستراتيجيات النمو محلياً وفي الأسواق الإقليمية الرئيسية.

بنك المستقبل

وشدد الفليج على أن إطلاق «وياي» كأول بنك رقمي في الكويت يمثل قفزة في جهود «الوطني» لكي يصبح بنك المستقبل، مع استهداف تلبية المتطلبات المصرفية المتنامية لشريحة الشباب الكويتي التي تمثل ثلث عدد السكان، والتي تشكل أهم الشرائح الرئيسية لقاعدة عملاء مجموعة الخدمات المصرفية الشخصية.

وقال الفليج إنه مع تزايد التنافسية الشديدة لهذا القطاع بدأ البنك مسيرة الدفاع عن حصته السوقية، وتقديم عروض أكثر جاذبية عبر مسار يستهدف التوسع والسيطرة على مجال خدمة شريحة الشباب، من خلال تلبية احتياجاتهم وتغيير قواعد اللعبة ما يتجسد في تأسيس «وياي».

وأشار إلى أن «وياي» سيقدم باقة منتجات متكاملة وخدمات متطورة، تساعد الشباب على تتبع وتنظيم نفقاتهم بشكل أفضل، ما يساهم في زيادة قدرتهم على بناء المدخرات، وتوفير قنوات استثمارية مناسبة لتنمية هذه المدخرات.

وبيّن أن «وياي» ركيزة أساسية في مسيرة النمو الرقمي وسيعزز مكانة «الوطني» محلياً، وسيشكل نقطة انطلاق لإطلاق إستراتيجيات مماثلة في بعض الأسواق الإقليمية التي يتواجد فيها لتوليد إيرادات جديدة للمجموعة.

وشدد على سعي البنك نحو استخدام استثماراته الرقمية وإمكانياته بالكويت، بما في ذلك مختبر «الوطني الرقمي» كأحد مسارات النمو المهمة على المديين القصير والمتوسط، لتنمية عملياته المصرفية للأفراد على مستوى المجموعة.

شريك موثوق

وحول فرص النمو في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية بالمنطقة أوضح الفليج «نستفيد من قوة علامتنا المصرفية وكوننا شريكاً مصرفياً موثوقاً لأكبر المؤسسات والكيانات في المنطقة، ونعمل على تعزيز تواجدنا والاستفادة بشكل أكبر من النشاط الكبير الذي تشهده أسواق المنطقة على صعيد عمليات الطروحات الأولية، والإدراجات وإصدارات أدوات الدخل الثابت، ما سيساهم في تعزيز روافد إيرادات الأعمال المصرفية الاستثمارية والتي تمتلك فيها شركة (الوطني للاستثمار) ذراعنا الاستثمارية منصة متكاملة تقدم من خلالها لعملائنا باقة متنوعة من استشارات الاندماج والاستحواذ وخدمات أسواق رأس مال الأسهم وخدمات أسواق رأس مال الدين وخدمات الاستشارات التمويلية».

وأكد أن البنك يعمل على زيادة النمو في حجم الأصول المدارة عبر التوسع في أسواق جديدة وتعزيز العلاقات القائمة مع عملائه، ويمتلك منصة إقليمية لإدارة الأصول العالمية، يقدم من خلالها خدمات ومنتجات استثمارية عالمية، ويدعم عملاءه بخبراته الطويلة ودرايته الواسعة باتجاهات الأسواق وقطاعات الأعمال المختلفة.

وأشار إلى أنه وعلى مستوى المجموعة، أسس «الوطني» العام الماضي إدارة الثروات العالمية التي تجمع «الوطني للاستثمار» ومجموعة الخدمات المصرفية الخاصة بالبنك، بهدف تقديم الحلول الشاملة لعملائه من ذوي الملاءة المالية العالية.

ولفت إلى تسهيل إجراءات منتجات وخدمات إدارة الثروات داخلياً، وإعادة تنظيم الأعمال في ظل قيادة جديدة، ما سيتيح الاستفادة بشكل أفضل من العروض القوية للخدمات المصرفية الخاصة، لا سيما في الكويت والمملكة المتحدة وسويسرا.

وأوضح أن البنك يركز على اكتساب العملاء الجدد من خلال التوسع في السوق السعودية، عن طريق «الوطني لإدارة الثروات».

استثمارات كبيرة

وقال الفليج إن هناك فجوة في البنية التحتية في الكويت تتطلب استثمارات كبيرة وهنا تكمن الفرص لـ «الوطني» في تقديم كل الحلول والخدمات الاستثمارية والاستشارات، متوقعاً أن تنتعش وتيرة ترسية المشاريع وظهور فرص واعدة من عودة الزخم إلى مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مساعي البنك نحو تأكيد مكانته الريادية بصفته الجهة الاستشارية الأولى لقطاع النفط والغاز الكويتي.

وشدد الفليج على أن إستراتيجية «الوطني» تشمل التركيز على أسواق النمو التي تشمل الخليج وتحديداً السعودية والإمارات إلى جانب السوق المصري، مع إعادة تقييم تواجده في بعض الأسواق الأخرى والتي شملت تقليص فروعه في أسواق مثل العراق ولبنان، إلى جانب توقيع اتفاقية لبيع عمليات البنك في الأردن.

وفيما يخص خطط النمو في الأسواق الدولية، أوضح الفليج أن المجموعة تواصل التركيز على فرص البيع المتقاطع، للاستفادة بشكل أفضل من شبكة البنك الواسعة من الفروع الخارجية والشركات التابعة بالإضافة إلى قاعدة عملائه واسعة الانتشار والمتنوعة، مع التركيز بشكل خاص على نشاط إدارة الثروات في السعودية وقطاع التجزئة في مصر.

وأشار إلى أن «الوطني» يسعى للتوسع في قطاع الخدمات المصرفية للتجزئة والجملة في السوق المصري، من خلال الاستثمار في الخدمات المصرفية الرقمية، والتركيز على اكتساب عملاء جدد، وتسهيل الإجراءات الخاصة بالمعاملات المصرفية.

وأوضح أن البنك يواصل دعم أنشطة شركة إدارة الثروات التي أنشأها أخيراً بالسعودية وربطها بمنصة المجموعة العالمية لإدارة الثروات، إذ يرى إمكانات هائلة في هذا المجال، لافتاً إلى أن البنك يسعى أيضاً إلى زيادة نشاطه في قطاع الخدمات المصرفية التجارية في السوق السعودي.

«الوطني» منفتح على فرص نموه

شدد الفليج على تطلعات «الوطني» صوب الفرص في أسواق النمو الرئيسية في الخليج ومصر، مشيراً إلى أنه منفتح على كل الفرص التي تدعم نموه المستدام والمستقبلي، بشرط أن تكون فرصة جذابة وتدعم التكامل مع عمليات المجموعة التشغيلية، وتشكل أيضاً قيمة مضافة طويلة الأجل للمساهمين.

وأكد أن المجموعة تواصل العمل على تنفيذ المبادرات الإستراتيجية، وتحقيق النمو في المنتجات والخدمات الرقمية، مستفيدة من استثماراتها في التحول الرقمي لتنمية قاعدة عملائها، وتقديم منتجات وخدمات جديدة وزيادة تغلغلها في الأسواق المتواجد بها.