فيما قال بيان لحزب الله اللبناني إن تجمعاً أمام قصر العدل في بيروت تعرض المشاركون فيه إلى اعتداء مسلح من قبل مجموعات من حزب القوات اللبنانية المسيحي، مضيفاً «مجموعات من حزب القوات اللبنانية انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد»، قال بيان لحزب القوات اللبنانية إن ما حصل اليوم من أحداث مؤسفة ما هي سوى نتيجة عملية للشحن الذي بدأه السيد حسن نصرالله منذ أربعة أشهر بالتحريض ضد المحقّق العدلي».

اعتذار... وحداد

وقدم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اعتذاره إلى اللبنانيين، قائلا: «نحن سلطة تنفيذية ولا نستطيع التدخل في القضاء، متابعا «باقون في الحكومة والمعالجة الهادئة لقضية التحقيق في انفجار مرفأ لبنان جارية».

وأضاف «ملتزمون بإجراء الانتخابات وفق المواعيد الدستورية رغم أن ما حصل اليوم غير مشجع».

وقال ميقاتي إن غدا الجمعة سيكون يوم حداد عام على أرواح ضحايا أحداث العنف التي شهدتها بيروت اليوم الخميس.

بهذا «تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة» في البلاد.

لقي ستة شيعة حتفهم في بيروت في هجوم على مناصرين لجماعة حزب الله وحركة أمل كانوا بصدد التظاهر للمطالبة بعزل قاضي التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت.

الحرب الأهلية

من ناحيته، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إن أعمال العنف التي شهدتها بيروت اليوم الخميس أعادت إلى الأذهان الحرب الأهلية.

‭‬‬وأضاف ندعو الجيش والشرطة إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار والقبض على المسلحين وحماية المدنيين.

عون: محاسبة المسؤولين

قال الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة متلفزة إن أحداث العنف في بيروت اليوم الخميس «غير مقبولة»، متعهدا بمحاسبة المسؤولين عنها والمحرضين.

وقال عون «لن نسمح لأحد أن يأخذ لبنان رهينة لمصالحه الخاصة... ولن نسمح بأن يتكرر ما حدث اليوم تحت أي ظرف».

وقال إن إطلاق النار الذي أوقع ما لا يقل عن ستة قتلى وعشرات المصابين سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية.

6 قتلى و16 جريحا.. وغداً حداد

وقال وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي إن «المعلومات تشير» إلى سقوط ستة قتلى و16 جريحا من جراء الاشتباكات التي وقعت، اليوم الخميس، في منطقة (الطيونة) شرق بيروت.

وأضاف مولوي في تصريح صحافي عقب اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي اللبناني أن «السلم الأهلي ليس للتلاعب»، مشددا على «ضرورة اتخاذ كامل الإجراءات».

وأوضح أن الأحداث بدأت عبر «إطلاق النار من خلال القنص وأصيب أول شخص في رأسه»، واصفا هذا الأمر بأنه «غير مقبول» حيث إن «إطلاق النار على الرؤوس يعد أمرا خطيرا جدا».

وذكر مولوي أن «منظمي التظاهرة أكدوا لنا سلميتها والجريمة التي حصلت كانت في استعمال القنص وتفاجأنا بأمر خطر هو إطلاق النار على الرؤوس».

وقال وزير الداخلية والبلديات «سنطلب من السياسيين اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسياسة وخارجها لضبط الوضع لأن تفلته ليس من مصلحة أحد».

من جانبها ذكرت وسائل إعلام محلية أن قاضي التحقيق العسكري كلف مخابرات الجيش بإجراء تحقيقات في شأن الاشتباكات التي تشهدها منطقة (الطيونة) وتحديد هوية المسلحين الذين شاركوا بإطلاق النار وتسببوا في سقوط الضحايا والجرحى من المدنيين وتوقيفهم.

وعملت فرق الدفاع المدني على إجلاء عدد من العائلات المحاصرة في مبنى تعرض لإطلاق نار كثيف في (الطيونة).

وكانت اشتباكات كبيرة وحالات إطلاق نار وقعت في منطقة (الطيونة - بدارو) أثناء تجمع لعدد من مناصري (حركة أمل) و(حزب الله) للانطلاق في مظاهرة نحو قصر العدل ببيروت تنديدا بقرارات القاضي طارق البيطار في ملف تفجير مرفأ بيروت الذي وقع في شهر أغسطس من العام الماضي. وأصدر القاضي مذكرات توقيف بحق عدد من الوزراء السابقين في قضية تفجير المرفأ إلا أن التحقيق في هذه القضية جرى تعليقه في وقت سابق من الأسبوع الجاري بعد شكوى قدمها سياسيان كبيران كان البيطار يسعى إلى استجوابهما.

اعتقال 9 أشخاص

وأعلن الحساب الرسمي للجيش اللبناني أنه داهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار، وأوقف تسعة أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري.

وأضاف بأن قيادة الجيش أجرت اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة.

وجددت قيادة الجيش تأكيدها عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات.

دعوة أممية لوقف العنف

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كل المعنيين في لبنان لوقف العنف والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية.

نزع فتيل التوتر

وحضت الولايات المتحدة على نزع فتيل التوتر في لبنان بعد اشتباكات دامية في بيروت خلال تظاهرات ضد القاضي المكلف التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين «نضم صوتنا إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة ووقف تصعيد التوتر».

وقتل ستة أشخاص وأصيب ثلاثون على الأقل بجروح الخميس في اشتباكات مسلحة تخللها تبادل لإطلاق النار والقذائف الصاروخية تزامناً مع تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.