يتمتع الإعلام الكويتي خلال مسيرته الطويلة، بالجدية والمصداقية، ومجاراة العصر، مبتعداً عن الإسفاف المنبوذ الذي يسيء للإعلام أكثر من خدمته.

ففي الأيام المباركة من شهر رمضان الماضي، تسارعت بعض المحطات الفضائية والقنوات التجارية، في عرض الأعمال البعيدة عن الرسالة الحقيقية للإعلام، كما تسارعت في نقل الابتذال وسفاسف الأمور وعرض العري والكلام البذيء والتلميحات الماجنة، التي تدمّر عقل المشاهد.

وفي المقابل وجدنا الإعلام الكويتي متفوّقاً في رسالته الإعلامية المطلوبة الجادة الهادفة، فقدم نموذجاً يحتذى في الطرح والمصداقية، وتناول كل مناسبة، ففي رمضان الماضي قدم الإعلام الكويتي الكثير من البرامج والمسلسلات ذات المحتوى الهادف، وخاطب جميع شرائح المجتمع كافة بما يوافق المنطق، وبعيداً عن أي مناظر أو مشاهد هابطة، كما اعتنى بإيصال رسائل الصحة والسلامة في ظل جائحة كورونا في أفضل شكل.

إن الأمر الذي دعانا للحديث عن الإعلام هو ما شهدناه من تفاهات على بعض المحطات الفضائية، وما تابعه المشاهدون على شاشاتها في ظل مناسبة كريمة، الأمر الذي دعانا للمقارنة بين أسلوب العرض فيها وبين بما يعرض على شاشة تلفزيون الكويت، الذي استمر على العهد الذي انتهجه مذ بدأ إرساله في القرن الماضي، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة، والكفاءات العالية من مذيعين ومخرجين وفنيين وخلافه، ومن ثم استمر في جذب المشاهدين من شتى أنحاء المعمورة، كما استمر في نقل أهم الاحداث العالمية أولاً بأول.

لقد أصبح الاعلام الكويتي في الفترة الأخيرة في المراتب الأولى، هذا كله يحدث رغم صعوبة وشراسة المنافسة بين المحطات والقنوات الفضائية التي تتسابق لعرض الإعلام الهابط والرخيص، في سبيل الاستحواذ على أكبر عدد من المشاهدين، ضمن وسيلة رخيصة وسهلة لكسب أولئك المشاهدين.

ومن المفرح أن معدل المشاهدة لتلفزيون الكويت قد ازدادت خلال الفترة الماضية، في بادرة تدل على أن التوجه في هذا المجال الإعلامي يسير على الطريق الصحيح، ويلبي حاجة المشاهد العربي الذي سئم من الابتذال الحاصل على شاشات أخرى، ونتمنى لهذا الأداء الاستمرار على النهج نفسه، ليصبح إعلامنا منارة ونبراساً لكل العاملين في هذا الحقل.

ومن ثم، فإن هذا النجاح للإعلام الكويتي ومن ورائه العاملون فيه، وعلى رأسهم وزير الإعلام عبدالرحمن بداح المطيري، والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com