قيم ومبادئ

مدفع استقلال ثاير ثاير!

تصغير
تكبير

أول مدفع عرفته الكويت زمن الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، عام 1907 حيث اشترته الحكومة الكويتية مع صافرة إنذار للدفاع عن أهل الكويت من أي هجوم قد يحدث خلال الحرب العالمية الثانية.

وعلى ما تذكر الروايات من بين المدافع القديمة المستوردة مدفع أطلقوا عليه (مدفع استقلال ثاير ثاير) وكان يعبأ يدوياً بالبارود وله ميزة إذا تم حشوه وتشغيله ثم حصل التراجع عن الهجوم أو الدفاع في حال نشوب حرب فلا يمكن إيقافه بهذه الحال، ولا يملكون سوى توجيهه إلى الصحراء لينطلق البارود في الهواء ويستوفي الذخيرة 12 طلقة ويسكت!

وأنا أسمع هذه الرواية من أحد الأصدقاء تذكّرت حال بعض رموز المعارضة عندنا الذي يرى لشدة ثقته بنفسه وعلمه بضعف ثقة الناس بنفوسهم أن حقاً على الناس جميعاً ومجلس الأمة تحديداً أن ينقادوا له وينزلوا عند حكمه ويترسموا مواقع إقدامه وأساليب تفكيره ولا يرى في الكويت إلا السيئات... فلا ينظر إلى شيء من الأشياء بعين غير عينه، ولا يسمع بأذن غير أذنه ولا يجعل لعقل من العقول مهما عظم شأنه سلطاناً عليه في رأي أو فكر أو استجواب. تلك هي العظمة وهذا هو الرجل الذي فُتن به الناس بأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وسارت الركبان بعجائبه وغرائبه في كل صقع ونادٍ.

في مقابل هذا الصنف من الناس صنف آخر وهو (المعارضة الوهمية) الذي يتجرّد لبارونات الفساد من نفسه وعقله ورأيه ومشاعره، ثم يقعى على ذنبه إقعاء الكلب الذليل يضربونه فيصطبر لهم ويعبثون به فيبصبص بذنبه طلباً لرضاهم عنه، ويهتفون به فيركض نحوهم ويزجرونه فيزدجر فهو (إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)، وهذا الصنف ما أكثرهم وما أقل بركتهم رغم تضخم أرصدتهم في البنوك الخارجية!

وهناك صنف ثالث وهو أنت أيها القارئ، فكن زعيم الناس إن استطعت فإن عجزت فكن زعيم نفسك ولا تطلب العظمة من طريق التزلف للعظماء والتلصق بهم أو مناصبتهم العداء والوقوف في وجههم لأنك (لا تقدر تسايرهم ولا تداحرهم)، فإن فعلت كنت أنت التابع الذليل وكانوا هم السُّراة.

ولا يمكن أن تدار الكويت بمثل هذه النماذج الأول والثاني سوى الثالث والثالث يؤثر العزلة والسلامة؟

فمتى نصل إلى الاستقرار ونطوي من قاموسنا السياسي المربع الأول؟

ولن يغير الله ما بالحكومة والمجلس حتى يغيّروا ما بأنفسهم

وما بأنفسهم؟

من صادها عشى عياله.

... فهل وصلت الرسالة؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي