بكل المحبة للكويت ولأبنائها خارجها، والحرص عليهم وعليها، وعلى استقرارها وأمنها وأمانها وتقدمها وريادتها، وبكل التقدير لقيمها وأعرافها وروابطها الاجتماعية التي صاغها الأجداد بنبل وفروسية، ولأنكم جزء ومكون رئيس من هذا المجتمع وهذه الأمة الحيوية، فأنتم أهل للترحيب بكم، وأهل لنكون معاً من أجل الكويت ومن أجْلنا وأجْلكم، كلنا يحمل ذات الواجبات وإن تنوعت فغايتها واحدة وله الحقوق نفسها تزيد بزيادة عطائه.

ما حدث من خلاف كانت له معطيات وأسباب كثيرة، لنتفق على أن مصلحة البلاد كانت هي المحرّك الرئيس وراءها، فظن البعض أنه يملك نواصيها من دون الآخرين، وحاول أن يتولى القيادة منفرداً لتحقيقها وما كانت لتتحقق دون إجماع الأمة عليها، وكان لتدخل العديد من طلاب الشهرة والمتنفعين وحرصهم على الظهور الإعلامي، عاملاً آخر للفرقة واضطراب الأمر، وإبان محاولة كل فريق الاستئثار بالقيادة وفي حالة غير مسبوقة من الحدة في الطرح وتدني مستوى الحوار، ونبذ الآخر تولدت الفرقة والاقصاء وانشق المجتمع على نفسه.

أهلا بكم دون شرط سوى الحفاظ على اللحمة الوطنية، والدستور وديموقراطية البلاد، وستتسع الصدور لكم دون تجاوز ولا انحياز طالما خلصت النوايا لبناء كويت أفضل، أنتم خير الشركاء فيها.

نؤمن بديموقراطيتنا في إطار الدستور، ونؤمن بأن المعارضة جزء لا يتجزأ منها، ونتذكر المعارضة الرشيدة بقيادة تجار الكويت عبر تاريخ البلاد، ثم بقيادة الدكتور الخطيب - أمد الله في عمره -والمرحوم جاسم القطامي والنيباري وصحبهم الكرام، ونستلهم من ذكراهم عطاءهم وأسلوبهم الذي اتسم بمواجهة المعوقات وتقديم البدائل، وابتعد عن الإسفاف والتعطيل والمجابهة في غير موضعها، وهو ما نراه جليا للأسف يتحكم في المشهد السياسي حالياً بعدوانية وتشدد في الطرح ومحاولة إقصاء للآخرين.

الكويت تمرّ بأوقات حرجة ودقيقة، فعلى الصعيد السياسي المحلي والإقليمي ونتيجة للمتغيرات الدولية والانسحاب الأميركي من المنطقة نحو الشرق، سيزداد التواجد والنفوذ الروسي والصيني والإيراني فيها، وبآثار سلبية على دولها، خصوصاً في ما يتعلق بالتسليح النووي الإيراني وزيادة الهيمنة الإيرانية في المنطقة، كما تعاني ميزانيتها من عجز طال أمده ويوشك أن يُدخل البلاد في كساد مجتمعاً مع آثار جائحة كوفيد19 المحلية والعالمية، فضلاً على المواقف الصعبة التي تتبناها بعض جماعات المعارضة، وتشددها في مطالب لا أساس ولا سبيل لتحقيقها كإسقاط الرئيسين! لن يُقبل من أحد مثل هذا التجاوز على الدستور، وإرادة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ومهامه الدستورية وإرادة الأمة.

أهلا بكم شركاء، لكن دون شروط منا أو منكم ولا إرادات مفروضة.

أتقدم للقراء الكرام والزملاء الكتاب والعاملين في «الراي» الغراء بأطيب التهاني وأخلص المنى بعيد الفطر المبارك، عساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير.