لاشك في أن «الإهمال يولّد إهمالاً» و«المهمل لا ينتج إلّا إهمالاً».

من هنا لا عجب إذا كانت اللامبالاة هي الصفة السائدة في اتحاد السباحة خصوصاً في ظل «الغائب عن السمع» والمتفرّغ لشؤون خاصة بعيداً عن أبناء اللعبة واحتياجاتهم.

منذ تسلم مجلس الإدارة الحالي مهامه لم نلحظ جدية في إيجاد خطوات تنفيذية لمشروع بناء مجمع الأحواض الخاص به في منطقة صباح السالم.

اتحاد بـ«لا رأس»، هكذا تبدو الأمور... يسيّر شؤونه «عضو واحد»... يغلب الغموض عليه... هل يعمل بلا خطة استراتيجية؟... «مكسور الجناح» فنياً دون تخطيط أو دراسة؟؟... يمسك إدارته الفنية شخص لا يتمتع بمؤهلات يتطلبها الموقع... مجلس إدارته الشاب «مكبل اليدين»... كل ذلك يجعلنا لا نستغرب وضع مشروع حيوي لتطوير اللعبة والمنتخبات والسباحين، في الأدارج، بعدما كانت جهود مَنْ عمل بإخلاص في مجلس الادارة السابق أثمرت إنهاء تصميم المشروع الرائع.

معلوم أن هذا المجمع الذي يقع بالقرب من مجمع صالات الشيخ سعد العبدالله، يمتد على مساحة 12 ألف متر مربع، ويتضمن 7 أحواض أولمبية للألعاب المائية وكرة الماء والغطس، وقد تم إطلاق التصميم الخاص به قبل 3 سنوات وانتهى العمل بذلك في 2018، بانتظار الخطوات التنفيذية لبدء العمل.

لكن بعدما تسلم المجلس الحالي مهامه، «أقفل الملف» ووُضع في «الأدراج» لأسباب مجهولة، وسط تساؤلات إن كان إهمالاً ولا مبالاة أم ماذا؟.

عمل على التصميم مستشارون محليون وأجانب، أخذوا في الاعتبار تأمين 8 شقق سكنية لمدربي المنتخبات من أجل راحتهم من جهة ومن أجل توفير مبالغ إيجارات ومواصلات على الدولة.

السؤال الذي يفرض نفسه: لصالح مَنْ تم «إفراغ» هذا الملف من «مضمونه»؟ تجارب الاتحاد بزعامته التي ترفع على ما يبدو شعار «الوجاهة» وعدم التواجد إلّا من التصريح والصورة وحضور اجتماعات مجلس الإدارة، كانت سيئة في هذا المجال مع الأندية. نورد مثالاً على ذلك، إذ ان عضواً معروفاً سبق وأن أشرف على عملية بناء مجمع أحواض سباحة لنادٍ كبير، فجاءت النتائج محبطة جداً وتطلب إصلاح ما يمكن إصلاحه في المجمع فترة طويلة من الزمن، و«توهق» النادي و«أهدر» وقتاً من دون داعٍ وتحمل عواقب «مستوى» المنشأة الذي كان يُفترض أن تكون «درة» تجعله ينظّم اعتى البطولات، فإذ به يُظلم.

وإذا تطرقنا إلى عدد من سلبيات هذا المجمع، يمكن القول إن أبرزها على سبيل المثال لا الحصر، عدم وجود منطقة لائقة للتتويج ووجود عدد من الأحواض على مستوى واحد من الارتفاع مع المدرجات، بالإضافة إلى وجود مدرجات بالقرب من الأحواض بمسافة لا تزيد على 5 أمتار.

هذه الإشكاليات جعلت الاتحاد في إحدى البطولات المحلية، يضطر إلى الاستعانة بأحد الرعاة من أجل تحمل التكلفة والقيام بعمليتي الصيانة والتشغيل في بطولة للغطس، إذ إن الشاشة الإلكترونية لا تعمل، ولم يكن هناك أي عقد مع جهة مشغلة لها.

رأينا رؤساء ومجالس إدارات اتحادات أخرى تعمل ليلاً ونهاراً من أجل إيجاد مقرات لائقة لها وإنشاءات إلّا اتحاد السباحة الذي يغط في سُبات عميق، في غياب روح القيادة التي لا يمكن أن تنجز عبر «الهاتف» و«العضو» الذي تركه يسيّر الأمور بـ«بوصلة» دون عقارب.