في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تبرز تصورات متضاربة لمستقبل القضية الفلسطينية، بين رؤية إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تهدف لتحقيق «صفقة تاريخية»، والتصور الإسرائيلي الذي يركز على الأمن ويحذر من قيام دولة فلسطينية.
بحسب تحليل معهد السياسة والإستراتيجية (IPS)، فإن اتفاق وقف النار يمثل «حدثاً تاريخياً» يمكن أن يفتح الباب أمام تحولات إستراتيجية كبرى.
ويشير في تقرير إلى أن الإدارة الأميركية تهدف من خلال هذا الاتفاق إلى أهداف عدة، من أهمها توسيع دائرة التطبيع مع دول عربية وإسلامية كبرى، إقامة نظام إقليمي جديد يواجه النفوذ الإيراني، وإشراف دولي على غزة عبر قوات متعددة الجنسية.
ويكشف التقرير أن ترامب يرى في الصفقة «فرصة لتحقيق سلام شامل»، لكنه يُحذر من أن الاتفاق الحالي «يخلو من آليات تنفيذ فعالة»، وقد يؤدي إلى نشر قوات عربية وإسلامية في غزة «بعضها معادٍ لإسرائيل».
بحسب البروفيسور عاموس جلعاد، رئيس المعهد، فإن إسرائيل تواجه «فرصاً استثنائية وتحديات كبيرة».
ويوضح أن «الفرص تتجلى في استعادة العلاقات الاستراتيجية مع مصر والأردن، وتحسين الصورة الدولية... أما المخاطر فتكمن في صعود النفوذ التركي، وتصاعد المطالبات بدولة فلسطينية».
ويحذر التقرير من أن «تجاهل إسرائيل للسلطة الفلسطينية، واستمرار مساعيها لتقويض استقرارها، قد يؤدي إلى توترات مع إدارة ترامب».
«إنجاز دبلوماسي»
وبحسب تحليل تسفي برئيل في صحيفة «هآرتس»، فإن مصر تمكنت من تحقيق «إنجاز دبلوماسي» بموافقة الفصائل الفلسطينية على نقل إدارة غزة إلى «لجنة تكنوقراط».
ويشير إلى أن مصر تسعى لقيادة القوة متعددة الجنسية في غزة وضمان عدم تهديد مصالحها الأمنية.
ويكشف التقرير عن تشكيل «إطار سياسي موازٍ» يجمع حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية والفصائل الأخرى، وهو ما وصفه بـ«مجلس فلسطيني أعلى».
ويشير إلى أن هذا الإطار «يمنح الشرعية للجنة التكنوقراط، وحماس ترفض نزع سلاحها إلا في إطار الدولة الفلسطينية، والسلطة تصر على أن الأمن مسؤولية أجهزتها الرسمية».
ووفق تحليل إيال زيسر في صحيفة «إسرائيل اليوم»، فإن «القسم الإشكالي من الاتفاق هو الالتزام الأميركي المخفي بإقامة دولة فلسطينية».
ويحذر من أن «أي دولة فلسطينية ستشجع العنف وتقضي على فكرة توسيع إسرائيل مستقبلاً... إسرائيل يجب ألا تثق بأحد غير نفسها».
ويقدم معهد السياسة والإستراتيجية جملة توصيات، للقيادتين السياسية والعسكرية، منها تعزيز التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة وضع خطط لمواجهة التهديد الإيراني، معارضة التدخل التركي في غزة، وتشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات حرب غزة.