نعم، فرغم الفرح بوصول فرق كروية عربية وخليجية عربية إلى بطولة كأس العالم، إلا أن العيون تدمع هنا، فلا كأس ترفع ولا كأس تلمع.

في الحقيقة، والحقيقة المرة، أن الكويتي وعشاق الرياضة، وعشاق كرة القدم الكويتية، عشاق الفانيلة الزرقاء التي سحرت وأبهرت الجماهير الخليجية والعربية وحتى الجماهير الاسيوية بجمالها وعزيمتها وتألّقها خصوصاً في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، أصبحوا في حزن وفي حيرة مما أصاب كرة القدم الكويتية.

الكرة الكويتية التي حصدت عشر بطولات لكأس الخليج، وكان آخرها عام 2010... المنتخب الكويتي الذي رفع كأس آسيا عام 1980، والفانيلة الزرقاء التي تأهلت لكأس العالم في إسبانيا عام 1982، وحلقت مع فرقتين أو ثلاث فقط من قارة آسيا، وحلقت فوق سماء شبه الجزيرة الايبرية، لتشارك ضمن 24 من أفضل منتخبات العالم، هذه الكرة لم يعد لها الآن موقع في الخريطة الكروية العالمية.

كيف تعود الكويت لتأخذ مكانها الطبيعي بين دول العالم رياضياً؟ كيف تأخذ الكويت مكانتها رياضياً وفي كرة القدم بالتحديد؟ فكرة القدم هي أكثر الألعاب الرياضية شعبية على مستوى العالم.

هناك تساؤلات كثيرة لعشاق الكرة الكويتية، وهناك حلول كثيرة يطرحها الكثير من المخضرمين والأبطال الرياضيين والخبراء في مجال الرياضة من الطاقات والخبرات الكويتية، لكن هذه الطاقات والخبرات لا يمكن لها أن تقدم شيئاً مهما تحدثت في مقابلات تلفزيونية، أو إذاعية أو في الصحف ووسائل الإعلام بأشكالها، فلن يكون لهذه الخبرات أثر من دون التفات واهتمام من المسؤولين عن الأندية والجهات المسؤولة في كرة القدم، وأي مسؤول في مجال الشباب والرياضة.

فمن الواضح أن هناك حالة تشتت في القرارات التي تخص الرياضة، وحالة تشتت في تحمل المهام والمسؤوليات في الشأن الرياضي، وعدم وضوح المسؤوليات الإشرافية والرقابية، وعمليات التقييم في هذا المجال.

وهناك تساؤل آخر: هل هناك من إستراتيجية عملية واضحة لتطوير وإعادة الحياة للجسد الكروي الكويتي، بحيث يصبح منافساً في المستقبل للوصول إلى البطولات العالمية الكروية وتحقيق البطولات فيها؟

إن كثيراً من أولياء الأمور الذين يتابعون أبناءهم منذ صغرهم كأشبال في الأندية الرياضية حتى وصولهم لمرحلة الناشئين فالشباب، يشتكون من حال عدم المتابعة وشبه الضياع الذي يعاني منه بعض اللاعبين، وهذا الاهتمام أو الإهمال يختلف من ناد إلى آخر، لكن الكل متفق على أنه في السابق كان هناك احتفاء كبير واهتمام بالمراحل السنية المختلفة، وقد لا يكون هذا الإهمال أو حال التيهان، متعمداً، بل غالباً... إخفاقات إدارية وتنظيمية.

بالطبع، إن من أسباب إخفاق المنتخب لاحقاً في تحقيق إنجازات كروية إقليمية وعالمية، هو نقص في الاهتمام بشكل عام بالمراحل السنية من براعم وأشبال وناشئين وشباب، فالمراحل السنية هي القاعدة الأساسية التي تعزّز قدرات النادي أولاً، بدلاً من الاعتماد على العنصر الخارجي والأجنبي، ثم انها المغذي الرئيسي لوصول مهارات وطنية للمنتخب الوطني.

إذا كان الاهتمام باختيار اللاعبين الموهوبين للعب بالأندية أولاً ثم اختيارهم لاحقاً في صفوف الفرق الأولى مبنياً على مهارات اللاعب وصقلها لاحقاً، وليس على المحسوبية أو المزاج، هنا ستصل نجوم كروية كويتية شابة ماهرة إلى المستطيل الأخضر، وهنا ستصل وتحلق فانيلة المنتخب الوطني الزرقاء فوق أجواء الملاعب حول العالم، وتحصد البطولات وتمتع جماهير الكرة الكويتية وعشاقها، وتعيد لها مجدها... هنا ممكن الإنشاد مرة أخرى وبفخر رياضي كروي كويتي بهذه العبارة «هذه الكأس تلمع والعيون تدمع».