تقدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس، المصلين والمشيعين لضحايا العدوان الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مسؤولين من حركة «حماس»، يوم الثلاثاء في الدوحة، التي تستضيف قمة عربية إسلامية طارئة، الأحد والاثنين، لبحث مسار الرد على الهجوم الإجرامي، بينما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن أمله في أن يكون الرد «حقيقياً وقادراً على وقف بلطجة إسرائيل».

وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب على الضحايا، وهم خمسة فلسطينيين وعنصر أمن قطري، ولُف نعش الأخير بعلم قطر والخمسة الآخرين بأعلام فلسطين.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية في بيان، أن «شهداء الاستهداف الإسرائيلي (...) سيوارون الثرى في مقبرة مسيمير».

واستهدفت إسرائيل، قادة في «حماس»، لكن الحركة أكدت أن كبار مسؤوليها نجوا.

وأوضحت أن الشهداء، هم هُمام نجل كبير مفاوضي الحركة خليل الحيّة، ومدير مكتبه جهاد لبّاد، إضافة إلى مرافقيه أحمد مملوك وعبدالله عبدالواحد ومؤمن حسّون، وعنصر الأمن القطري الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.

وسبق أن دُفن رئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» إسماعيل هنية في قطر، بعدما اغتالته إسرائيل في طهران في يوليو 2024.

«تعرضنا للخيانة»

وفي مقابلة مع محطة «سي إن إن»، الأربعاء، قال محمد بن عبدالرحمن إنه لا يستطيع تأكيد مصير الحيّة.

واعتبر أن الهجوم الإجرامي، أنهى كل أمل بشأن الرهائن في غزة، مؤكداً أن الدوحة، «تعيد تقييم كل شيء» يتعلق بدورها كوسيط رئيسي في المحادثات بين إسرائيل و«حماس».

وقال الشيخ محمد إنه يأمل برد جماعي إقليمي، خلال مؤتمر القمة، لكنه لفت إلى أن الدوحة لن تطلب من الشركاء الإقليميين، الرد بطريقة معينة.

وشدد على أن قطر لا تقبل تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن نتنياهو يهدد الدول الأخرى في المنطقة وهي لم تشكل له أي تهديد، ومشدداً على أنه يتم تحضير رد من المنطقة يجري بحثه مع الشركاء، معرباً عن أمله في أن يكون هذا الرد «حقيقياً وقادراً على وقف بلطجة إسرائيل».

وتابع «لا أجد كلمات تعبر عن مدى غضبنا إزاء هذا الاعتداء، إنه إرهاب دولة. لقد تعرضنا للخيانة».

وطالب رئيس الوزراء، بضرورة امتثال وتقديم نتنياهو للعدالة، قائلاً «يجب تقديمه (نتنياهو) للعدالة. إنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، إنه يخرق كل قانون، بل إنه خرق كل قانون دولي».

كما أشار إلى أنه لا يستطيع التنبؤ برد فعل «حماس» على المقترحات الأميركية الأخيرة لوقف إطلاق النار، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل والحركة «ستنفد منهما الفرص».

وفي ما يخص جولات التفاوض، أكد رئيس الوزراء القطري أن نتنياهو «كان يضيع الوقت في ملف الوساطة ولم يكن جاداً»، قائلاً «بقصفه وفد حركة حماس قتل نتنياهو كل أمل للرهائن الإسرائيليين في غزة».

علاقات أقوى

وفي حين قال محمد بن عبدالرحمن، خلال المقابلة «سمعنا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة قوية بشأن القصف الإسرائيلي ونُقدّر هذا الموقف، لكن يجب أن يتبع ذلك اتخاذ إجراءات عملية»، رفضت الدوحة، ما أورده تقرير لموقع «أكسيوس»، تحدث عن إعادة تقييم لشراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، ووصفته بأنه «خاطئ تماماً».

ووفقاً لبيان أصدره مكتب الإعلام الدولي، أكدت الدوحة أن علاقاتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن «أقوى من أي وقت مضى، وتستمر في النمو».

ووصف البيان تقرير «أكسيوس»، بأنه «محاولة واضحة وفاشلة لدق إسفين بين قطر والولايات المتحدة، من هؤلاء الذين يستفيدون من الفوضى في الإقليم ويعارضون السلام».

وأضاف «دولتانا دعمتا بعضهما البعض لسنوات عدة، وسنواصل العمل معا لإرساء السلام والاستقرار عالمياً».

«حماس»: الضربة الإسرائيلية «اغتيال لمسار التفاوض برمته»

اعتبرت حركة «حماس» أنّ الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدها المفاوض في قطر الثلاثاء بمثابة «اغتيال لمسار التفاوض برمته».

وقال القيادي فوزي برهوم في كلمة في الدوحة إنّ «هذه الجريمة لم تكن مجرد محاولة اغتيال للوفد. بل هي قصف واغتيال لمسار التفاوض برمته».

وأضاف «إن الجريمة التي ارتكبها الكيان (الإسرائيلي) في العاصمة القطرية ليست اعتداء صارخاً على سيادة وأمن واستقرار دولة قطر فحسب، وإنما هي اعتداء همجي وإعلان حرب مفتوحة على كل دولنا العربية والإسلامية، وتهديد لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».