يبدو أن الشكوك باتت تراود عدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض تجاه بعض الزعماء الأوروبيين الذين يدعمون علناً جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما يحاولون سراً خلف الكواليس «تحريض كييف على التمسك بمطالب غير واقعية».

فبعد التقدم الذي أحرزته قمة ألاسكا بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدأ هؤلاء القادة يتراجعون، وفق ما نقل موقع «أكسيوس».

وقد أكد مساعدو ترامب المُحبطون أن اللوم يجب أن يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين، وليس واشنطن أو حتى بوتين.

وفي السياق، قال مسؤول رفيع المستوى «لا يحق للأوروبيين إطالة أمد هذه الحرب والترويج لتوقعات غير منطقية، بينما يتوقعون في الوقت نفسه أن تتحمل أميركا التكلفة».

واعتبر أنه «إذا أرادت أوروبا التصعيد وإطالة الحرب، فلتتحمل المسؤولية».

وأكد أن «التوصل إلى اتفاق هو فن الممكن». لكن بعض الأوروبيين يواصلون العمل في عالم خيالي يتجاهل حقيقة أن «قصة التانجو تتطلب شخصين».

وكشف أن ترامب بات يفكر في وقف وساطته حتى يظهر أحد الطرفين المرونة.

إلى ذلك، أشار المقربون من ترامب إلى أن «الأوروبيين يضغطون على زيلينسكي من أجل التشدد للحصول على صفقة أفضل» إلا أنهم أوضحوا أن «المسؤولين البريطانيين والفرنسيين أكثر إيجابية»، لكنهم اشتكوا من أن«دولاً أوروبية كبرى أخرى تريد أن تتحمل واشنطن التكلفة الكاملة للحرب، من دون أن تُخاطر بنفسها».

التقدم الروسي

وفي موسكو، أكد رئيس الأركان فاليري غيراسيموف، أن القوات الروسية مستمرة في هجومها المتواصل على طول خط المواجهة بأكمله تقريباً، مشيراً إلى أنه يتم بنجاح إتمام إقامة مناطق عازلة على طول الحدود الأوكرانية في منطقتي سومي وخاركيف.

ونقلت وزارة الدفاع عن غيراسيموف، أن«القوات تتقدم في مقاطعة دنيبروبتروفسك، حيث تمت السيطرة على 7 مناطق. حالياً، حررت قواتنا المسلحة الروسية 99.7 % من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية (بقي أقل من 60 كيلومتراً مربعاً)، و79 % من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، و74 % من مقاطعة زابوريجيا، و76 % من مقاطعة خيرسون تحت سيطرة القوات الروسية».

وأضاف«تواصل مجموعة القوات المشتركة هجوماً بلا توقف على طول خط الجبهة بأكمله تقريباً. منذ مارس الماضي، تم تحرير أكثر من 3.5 ألف كيلومتر مربع من الأراضي و149 منطقة».

وأعلن غيراسيموف أنه«بعد دحر العدو والقضاء على تغلغله في أراضي مقاطعة كورسك، تنفذ قوات مجموعة الشمال مهمة إنشاء منطقة أمنية. حالياً، أصبحت 210 كيلومترات مربعة من الأراضي و13 منطقة تحت سيطرة قواتنا في مقاطعة سومي».

وأكد أن مدينة كوبيانسك محاصرة تقريباً بالكامل، مشيراً إلى أنه تم تحرير نصفها.

وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان، أن قواتها سيطرت على بلدة كاميشيفاخا في دونيتسك وتقدمت 25 كيلومتراً باتجاه روبتسوفسكوي، وسيطرت على 10 بلدات.

كما نفذت «ضربات ناجحة بأسلحة عالية الدقة على منشآت صواريخ وطيران أوكرانية، بالإضافة إلى مطارات عسكرية»، بحسب البيان.

اغتيال نائب أوكراني

وفي لفيف (غرب أوكرانيا)، اغتيل النائب أندري باروبي، الرئيس السابق للبرلمان.

وندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ«جريمة قتل فظيعة»، متعهّداً فتح تحقيق للكشف عن ملابسات اغتيال باروبي الذي تولّى رئاسة البرلمان بين عامي 2016 و2019.

وكان باروبي شارك في التظاهرات الكبيرة التي شهدتها أوكرانيا تأييداً لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وعرفت بـ«الثورة البرتقالية» أوّلاً في 2004، ثمّ التجمّعات في ساحة ميدان سنة 2014.

وكان أيضاً سكرتيراً لمجلس الأمن القومي والدفاع من فبراير إلى أغسطس 2014، وهي الفترة التي بدأ فيها القتال في شرق أوكرانيا وضمت روسيا شبه جزيرة القرم.