هذا المعدن هو أوفر مخزون من كل المعادن في الأرض، وتكاد تصل نسبته إلى الثلث، وهو أيضاً أكثرها شهرة وأقدمها اكتشافاً واستعمالاً.

رمزه الكيميائي FE، وإن كان هذا المعدن تملأ صهارته قلب الأرض، ويُشكّل مع النيكل نواة اللب الداخلي لها، إلا أنه في ذات الوقت يتسلل إلى طعامك أيضاً: في التوت، والتين، والزيتون، والبيض، واللحوم، ويتوافر في مسمار الركب، كما تقول الجدّات، ويقصدن به التمر.

ومن يعاني من نقص الحديد، يعاني من تكسر الأظافر، وبرودة الأطراف، ورعدة المفاصل، وشحوب الجلد، وتساقط الشعر.

وعلى كل حال، فإن ما نراه من عصارة ملتهبة على شكل خلاصة غليظة تطفو عند ثوران البراكين، فهي مجرد صهارة محبوسة تحت قشرة الأرض التي يبلغ متوسط سماكتها 40 كيلومتراً، أما الطبقة التي تليها عمقاً، فسماكتها بالآلاف من الكيلومترات.

وحرفة الحدادة مهنة قديمة جداً، اعتمدت عليها الجيوش في صناعة السيوف والحراب في القديم، إلى الدبابات والآليات المتطورة في الحاضر.

كما كان يعتمد عليها الملاحون في مسامير خشب سفنهم، و»باورة» مراسيها، واليوم في أبدان البوارج الحديثة، وناقلات النفط والبضائع التي تجوب البحار والمحيطات.

وتعتمد عليها أنت أيضاً في بناء بيتك، وفي أواني مطبخك، وتجعلك تتكئ على درابزين منزلك.

في أيام الربيع، غرس والدي حب هذه الأرض في داخلي.

فحين كنا ندق مسامير أوتاد الحديد لخيمتنا عند نصبها مع إخوتي، كان يغرس في أعماقي، مع كل خفقة وتد، حب بيئتنا الخضراء.

فهنيئاً لمن أسعد عياله في الصغر، فأبروه في الكبر.

ونستودعكم الباري إلى حلقة خضراء مقبلة.