في اليوم الـ662 من «حرب الإبادة» على غزة، حذر المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم من أن«السيناريو الأسوأ وهو حدوث مجاعة يتكشف حالياً في قطاع غزة»، حيث تجاوز عدد الشهداء 60 ألفاً، بينهم نحو 100 سقطوا أمس برصاص الاحتلال.

وبينما أعلن برنامج الأغذية العالمي، أن الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة التي شهدتها إثيوبيا وبيافرا في نيجيريا في القرن الماضي، وأفادت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة بأن «مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن المجاعة»، أعلنت وزارة الصحة في غزة، «بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60034 شهيداً و145870 إصابة منذ 7 أكتوبر عام 2023».

وأحصت «8867 شهيداً» منذ 18 مارس عند انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين بين «حماس» وإسرائيل.

«أسوأ سيناريو مجاعة»

وبدأت وكالات الإغاثة الدولية منذ يومين، توزيع مساعدات بشكل أكبر من الأشهر الماضية بعد أن أعلنت إسرائيل «هدنة تكتيكية» يومية ومحدودة في بضع مناطق، لكن المنظمات الدولية ترى أن هذه المساعدات غير كافية في هذه المرحلة.

ورأى مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، أن ما يحصل في غزة «لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن».

وأضاف «إنه يُذكّرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي»، مؤكداً ضرورة «التحرك العاجل».

وأدّت المجاعة التي شهدتها إثيوبيا بين العامين 1983 و1984 إلى وفاة أكثر من مليون شخص، كذلك قضى أكثر من مليون شخص في المجاعة التي نجمت عن الحرب التي شهدتها بيافرا بين العامين 1967 و1970.

وأوضح سميث أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت 4 مرات، مؤكداً أن هناك مناطق «تجاوزت مرحلتين للمجاعة من أصل 3 مراحل».

وأتت تصريحاته عقب تحذير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» IPC الذي وضعته الأمم المتحدة، من أن «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن».

وأوضح التصنيف المرحلي، أن بياناته الأخيرة تظهر أنه تم بلوغ «عتبة المجاعة» في معظم أنحاء قطاع غزة»، مشيراً إلى تزايد الوفيات بين الأطفال.

وأعلن أن تحذيره لا يعتبر بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناء على «آخر الأدلة المتوافرة» حتى 25 يوليو الجاري.

غير أن مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي جان مارتن بوير شدد على أن «ما نراه هو أدلة متزايدة على أن المجاعة موجودة بالفعل».

وفي برلين، قال المستشار فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن ألمانيا لن تعترف «الآن» بدولة فلسطينية، لأن هذه «ليست بالخطوة الصحيحة».

وإذ أعرب الملك عبدالله الثاني عن امتنانه لمبادرات إلقاء المساعدات من الجو، إلا أنه أشار إلى أنها لا تمثل سوى «قطرة في بحر».