في «دانة الخليج» التي عَشق ترابها، كتب القدر شهادة وفاته، ليوارى جثمانه الثرى في موطنه الكويت «أرض المحبة والسلام»، عن 78 عاماً.

إنه الشاعر القدير ياسين شملان الحساوي، الذي شُيّع مساء اليوم، في مقبرة الصليبخات، بعد أن وافته المنية في العاصمة المنامة، تاركاً جزل الكلام في أشعاره ليروي مسيرة حياته، وهو الذي وَصَفَ حبه للكويت والبحرين بأبيات خالدة يقول مطلعها: «أنا كويتي من البحرين/ حظي أسعدني بالاثنين».

ويعتبر الحساوي من جيل الشعراء الكويتيين المخضرمين الذين تألقوا في العصر الذهبي للأغنية الكويتية، إذ قدم الكثير من الأعمال الغنائية منذ دخوله المجال في مرحلة السبعينات، حيث شدا بأشعاره عشرات الفنانين، بينهم الفنان عبدالمجيد عبدالله بأغنية «تغربنا تباعدنا».

وغنّى له الفنان مصطفى أحمد «مر علينا»، وكذلك شدا بكلماته الفنان أحمد الجميري بأغنية «عجيبة»، كما كتب مجموعة من الأغاني الوطنية لنبيل شعيل وعبدالله الرويشد، والقائمة طويلة.

وكوَّن الحساوي علاقة صداقة مع بعض الفنانين والملحنين والشعراء، فعندما يسمع المطرب قصيدة تعجبه يعطيها له، فهو لا يسعى وراء الفنانين لغناء قصائده، ولكن مَنْ يطلب منه يلبيه. فأول أغنية له كانت عبارة عن قصيدة باللغة العربية الفصحى للمطرب والملحن المغربي عبدالهادي الخياط خلال العام 1968.

ياسين الحساوي اعتاد في طفولته أن يحفظ العديد من الأشعار بفضل والده شملان الحساوي ومكتبته، كما تعلم منه الأوزان والعروض، ومِنْ ثَم تعود كتابة الشعر لنفسه للتعبيرعن لحظات ومشاعر خاصة به.

وقد استهل مشواره بكتابته للخواطر والشعر في المرحلة المتوسطة، وتطورت موهبته في الثانوية، حيث فازت قصيدته بالمركز الأول في مسابقة «ذكرى اغتصاب فلسطين»، وكان متأثراً بالشاعر أبو الطيب المتنبي.