إنه من «أفاخر» الأطباء ومن أكابر الرجال ومن أعاظم النواب، له في ميدان الطب جولة وله في مضمار السياسة صولة، عالج الناس بطبه وعالج البلد بفكره، فهو طبيب الأبدان وطبيب الأوطان، حياته كانت سلسلة من النجاحات المُستمرة وصفحة من الكفاحات المُمتدة، رغم الظروف الصعبة والعقبات الكثيرة إلا أنه شق طريقه نحو التميز والنجاح والتأثير وصناعة الأفضل لمجتمعه ووطنه.

كانت ولادته في عام 1927 ميلادياً في منطقة الدهلة بمدينة الكويت، بدأ تعليمه الأولي في الكتاتيب، تعلم من خلالها مبادئ القراءة والحساب والقرآن الكريم، ثم انتقل للمدرسة الأحمدية وجلس فيها عاماً ثم انتقل إلى المدرسة القبلية وبعدها إلى مدرسة المباركية التي بقي فيها 3 سنوات.

كان طالباً نجيباً وتلميذاً ذكياً وشاباً ألمعياً تواقاً للمعالي، قرر بعدها السفر إلى بيروت وذلك لدراسة الطب البشري في الجامعة الأميركية هناك، لم يكن هذا القرار سهلاً، في ظل سيادة الجهل والأمية في تلك الفترة من أربعينات القرن الماضي، وهذا لا شك مؤشر على نبوغه وطموحه العالي!

وحول كيفية بداية دراسته في بيروت يقول «في البداية أجري لي اختبار شامل ثم أخذت دروس تقوية في اللغة الإنكليزية وفي ضوء النتائج التي حصلت عليها وضعوني في الصف الثاني الثانوي وخلال سنتين ونصف السنة اجتزت المرحلة الثانوية»· ويضيف قائلاً: «بدأت الدراسة الجامعية في العام الدراسي 1944 /1945 ودرست ثماني سنوات، منها أربع سنوات لدراسة العلوم الطبية وأربع سنوات أخرى لنيل الدكتوراه وتخرجت عام 1952 بتخصص طب عام وجراحة وعملت مباشرة في المستشفى الأميري لمدة عام ونصف العام، ثم ذهبت في دورة إلى لندن لمدة ستة أشهر لدراسة أمراض المناطق الحارة وعدت إلى الكويت عام 1954، وعملت بالأميري حتى عام 1957، حيث قدمت استقالتي وبدأت العمل في عيادتي الخاصة»·

إنه الدكتور أحمد محمد الخطيب، أول طبيب كويتي حاصل على شهادة الطب بتاريخ الكويت، وأحد صاغة الدستور ونائب رئيس المجلس التأسيسي الذي أبدع بعمله كطبيب حيث داوى أهل الكويت واشتهر أيما شهرة بإبرته «إبرة الخطيب»، كما عرفه أهل الكويت سياسياً مخلصاً ونائباً وطنياً أحب بلده وأبر بقسمه ولم يحنث به.

غادرنا الدكتور الخطيب إلى الرفيق الأعلى عام 2022م عن عمر ناهز 95 عاماً، فرحمة الله تغشاه، وأراه مقعده في الجنة، وجزاه عن الكويت وأهلها خير الجزاء وأحسنه، والبركة في ابنتيه الدكتورة أسيل والدكتورة أريج.