في اليوم الـ105 من استئناف «حرب الإبادة» الإسرائيلية، شهد شمال غزة، واحدة من أقسى ليالي القصف منذ أسابيع، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جماعي، بينما أوقعت المجازر المتنقلة، أكثر من 75 شهيداً.

وفي حين يتناول وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في واشنطن، موضوعي إيران وغزة، إضافة إلى مناقشة صفقات دبلوماسية أوسع نطاقاً محتملة في المنطقة، لا توجد أي مؤشرات على الأرض في القطاع المنكوب على توقف القتال.

واقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً وإطلاق نصف الرهائن مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين وتسليم رفات آخرين، وبموجبه تطلق حركة «حماس» سراح الرهائن المتبقين في إطار اتفاق يتضمن إنهاء الحرب.

يذكر أن الرئيس دونالد ترامب كان دعا، الأحد، إلى إنهاء الحرب. وكتبت على منصته «تروث سوشيال»: «ابرموا اتفاق غزة، واستعيدوا الرهائن».

توغل وشهداء

وعلى الأرض، توغلت دبابات الاحتلال في المناطق الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة واستهدفت مناطق عدة شمالاً. كما قصفت الطائرات أربع مدارس على الأقل بعد أن أمرت مئات العائلات التي كانت تحتمي بداخلها بالمغادرة.

وأفادت السلطات الصحية بأن العشرات استشهدوا في غارات أمس، بينهم 21 غالبيتهم من النساء والأطفال في ضربة استهدفت استراحة «الباقة» على شاطئ بحر مدينة غزة، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وادعى الاحتلال بأنه قصف أهدافاً لمسلحين في الشمال، بما في ذلك مراكز للقيادة والتحكم، بعد اتخاذ خطوات لتقليل احتمالات إلحاق الأذى بالمدنيين.

وقال صلاح (60 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال من مدينة غزة، «الانفجارات ما وقفت، قصفوا مدارس وبيوت، الإحساس كان زي إللي فيه زلزال».‬

وأضاف «في الأخبار بنسمع إنه في هدنة قريب، وعلى الأرض كل إللي بنشوفه وبنسمعه موت وانفجارات»‬.

«نعمل بقوة»

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إن القوات الإسرائيلية تعمل بقوة في مدينة غزة وشمال القطاع، مضيفاً أن العمليات ستمتد غرباً إلى مركز المدينة، ومشيراً إلى إغلاق محور صلاح الدين.

وطالب في بيانٍ نشره على منصة «إكس»، سكان مدينتيْ غزة وجباليا وعدد من المناطق الأخرى في الشمال بالإخلاء الفوري غرباً ثم جنوباً إلى المواصي، عبر طريق الرشيد.

وأوضح أن الجيش «يعمل بقوة شديدة جداً في هذه المناطق، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد، وستشتد وستمتد غرباً إلى مركز المدينة لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية».

وشدد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، على أن الجيش يواصل قتل أسر نازحة بأكملها في منطقة صنفتها بأنها «آمنة»، مشيراً إلى استهداف خيام نازحين في خان يونس جنوباً الأحد، ما أسفر عن استشهاد أسر بأكملها.

وذكرت «الأونروا» إن أكثر من 810 أشخاص سقطوا وهم يحتمون في منشآت تابعة للوكالة في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80 في المئة من القطاع حالياً، أصبح منطقة عسكرية إسرائيلية أو يخضع لأوامر إخلاء.

في المقابل، قتل 20 عسكرياً إسرائيلياً منذ بداية يونيو الماضي، ما يجعله الشهر الأكثر خسائر منذ مطلع عام 2025، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ولم تتطرق الصحيفة إلى حصيلة القتلى العسكريين شهرياً منذ بداية العام، لكنها أكدت أن رقم يونيو، هو الأعلى رغم تحول القطاع إلى جبهة قتال ثانوية.