يدرس الرئيس دونالد ترامب، قراراً حاسماً في الصراع، وهو التدخل لمساعدة إسرائيل والقيام بتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض، والتي لا تصل إليها إلا أكبر «قنبلة خارقة للتحصينات» الأميركية، والتي تحملها قاذفات «بي - 2».

وإذا قرر المضي قدماً، ستصبح الولايات المتحدة مشاركاً مباشراً في صراع جديد في الشرق الأوسط، وستواجه إيران، في حرب من النوع الذي أقسم الرئيس الأميركي، في حملتين انتخابيتين، أنه سيتجنبها وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

ورغم البيانات الرسمية التي أكدت عدم المشاركة في الحرب، يزداد الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل... ولا يقتصر على الدفاع، بل ويتضمن تقديم معلومات استخبارية دقيقة ويجري أيضاً في المجال العملياتي.

وإذا تمكنت إسرائيل من إقناع المترددين المقربين من ترامب والذين يصرون على عدم التدخل أكثر من الوضع الحالي، ستحصل على «أم القذائف» التي تم تطويرها خلال العقود الثلاثة الأخيرة من أجل ضرب المشروعين النوويين الإيراني والكوري الشمالي.

ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الأميركية خلال السنوات الماضية، فإن هذه القذائف الإستراتيجية قادرة على التغلغل في أرض قاسية لعمق يراوح بين عشرات ومئات الأمتار تحت الأرض، وعندما تصل إلى فراغ تنفجر بقوة كبيرة مدمرة.

ويطلق على هذا السلاح، اسم «القنبلة الخارقة للذخائر الهائلة»، أو «جي بي يو-57»، والتي تزن 30 ألف رطل.

ولا تمتلك إسرائيل، السلاح ولا القاذفة اللازمة لضرب الهدف. وإذا تراجع الرئيس الأميركي، فقد يعني ذلك أن هدف إسرائيل الرئيسي في الحرب لن يتحقق أبداً.

وقبل أيام، نقلت العشرات من قاذفات «بي - 2» مع طائرات تزود بالوقود من الولايات المتحدة إلى أوروبا، تحت ذريعة المشاركة في مناورة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

في أبريل الماضي، وجه الرئيس الأميركي تعليمات وبصورة موازية للمفاوضات التي كان يجريها مع إيران، تعليمات بنقل ست قاذفات «بي ـ 2» إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، التي تبعد عن إيران فقط أربعة آلاف كيلومتر، بهدف إقناع طهران بنيته استخدام الخيار العسكري إذا استوجبت الضرورة ذلك.

وفي السياق، تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «هل سينجح بنيامين نتنياهو بإقناع الرئيس الأميركي باستخدام قذائف تغلغل في أعماق الأرض لضمان القضاء على المشروع النووي الإيراني، الأمر الذي يحسم الحرب؟ إذا لم ينجح بذلك ستكون الإنجازات الإسرائيلية محدودة وتبقى أخطار تصعيد الحرب قائمة».

وتوقعت مصادر رسمية إسرائيلية يوم الجمعة، استمرار الحرب نحو أسبوعين، على أمل انضمام الولايات المتحدة خلالها أو قبيل نهايتها لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وفقاً لتقديرات المصادر العسكرية الإسرائيلية، إذا لم يتحقق ذلك فإن الانجازات الإسرائيلية «ستكون محدودة رغم الثمن الباهظ الذي يترتب عليها، وستؤدي الهجمات فقط إلى تأجيل المشروع النووي لسنوات وإلى تقليص التهديدات الصاروخية، التي اعتبرها نتنياهو تهديدات وجودية للدولة».

«سيناريوهات غامضة»

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي المقرب من رئاسة أركان الجيش عاموس هرئيل، أن «الأهداف ليست في متناول اليد، وسيناريوهات إنهاء الحرب على ايران، غامضة».

واعتبر في تحليل له في صحيفة «هآرتس»، أن «الهجوم الإسرائيلي كان مبهراً ولكنه لم يحقق الأهداف المرجوة».

وذكر أن «الحرب، التي بدأت بهدف تأجيل المشروع النووي الإيراني، تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك عدم اليقين في شأن الدعم الأميركي وسيناريوهات إنهاء الصراع».

وكتب «الهجوم الإسرائيلي استهدف تأجيل المشروع النووي الإيراني ومنع تطوير السلاح النووي. هناك أمل في أن يتمكن ترامب من فرض تسوية أكثر صرامة على إيران. والسيناريوهات تشمل احتمال تدخل أميركي مباشر أو دعوة لوقف إطلاق النار».

وأوضح أن «المهم اليوم الوضع الداخلي في إسرائيل: عدد القتلى يرتفع، مع إصابة المئات. وهناك قلق من عدم استعداد الجبهة الداخلية لمواجهة التهديدات».

وأكد أن إسرائيل استخدامت إستراتيجية «الصدمة والخوف» مشابهة لتلك التي استخدمت في حرب الخليج.

وأشار إلى «مخاوف من تحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمر الذي لا تحبذه إسرائيل ولا تتحمل تبعاته. إيران أظهرت رغبة في استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، لكن هناك شكوكاً حول جدية هذه الإشارات».