أنا من جيل تربّى على حب الوطن والولاء لرموزه والغيرة على اسم الكويت أينما وجد، وعلى تحية العَلم صباح كل يوم ورفع التحية لأمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين، «فتحنا عيوننا» على صور جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والطرابلسي والحوطي والعنبري وسمير سعيد في منازلنا، بل ولدّي أصدقاء عرب كانوا يحملون المشاعر نفسها لمنتخب الكويت كونه البطل الذي كان يمثل كل العرب، تأكيداً لذلك غناء القدير عبدالكريم عبدالقادر، له «حياك ربي حياك يا المنتخب، القلوب كلها وياك.. وكل العرب».
وعلى خلاف التصاعد الطبيعي المفترض لأي شيء يحقق النجاح، نجد أن الرياضة الكويتية في تراجع مستمر، ليس فقط بغياب اسم الكويت عن منصات التتويج بل في أرقام التصنيفات الدولية لمراكز المنتخبات، كون الكويت من الدول القليلة في الوطن العربي التي لم تطبق نظام الاحتراف، لأن القائمين على الأندية يملكون أغلبية في صناديق التصويت، ولو كان أغلبهم لا علاقة لهم بالرياضة، ولا يسكن بعضهم في المنطقة التي يقع فيها مبنى النادي!
نتمنى من الحكومة تمكين تسجيل الانتساب والتجديد بالأندية الرياضية عبر تطبيق «سهل» بشروط متوازنة ورسوم موحدة لمنع تحكم بعض مجالس الإدارات في عملية التسجيل وفق شروط سهلة وميسّرة، بالمقابل أن يتم دفع الرسوم من كرت حساب الشخص نفسه عبر المصادقة في سهل، وأن يكون المسجل لها ارتباط في النادي وفي الرياضة.
لأنني أؤمن بأن الحكومة تُولي كل الاهتمام للرياضة ويهمها اسم الكويت في مختلف المحافل الدولية، أتمنى أن تطول الخطوات الإصلاحية التي نسعد بها اليوم في البلد ملف الرياضة بعمل تغييرات للأفضل، لأن نتيجة الاستمرار على ما هو عليه واضحة، ولا نتمنى «البكاء على اللبن المسكوب... ونحن نعلم بأن الكوب مثقوب»!، بل العمل على تعديل العوج لاستقامة الطريق، وإزالة العقبات وتقديم كل الدعم للمنتخبات الوطنية لا سيما أننا مازلنا نمتلك الفرصة في آسيا وفي تصفيات كأس العالم، ونمتلك المواهب وعناصر الفوز لتحقيق الإنجازات في مختلف المسابقات الرياضية وفي إعادة اسم الكويت للمنافسة وإلى مكانه المنتظر في منصات التتويج...
malmoasharji@gmail.com