استكمالاً لما جاء في مقال الأحد الماضي المعنون بـ«الاستفادة من الخبرة السعودية...!» أود أن أنوه إلى أننا في الكويت نتميز عن غيرنا بكثرة الاتفاقيات والمبادرات منذ عقود، وقد يختلف الوضع اليوم أو غداً لنرى تحويل كل ما تم الاتفاق عليه إلى مشاريع يتم تنفيذها.

في أحد الأيام ذكر لي زميل موقفاً سابقاً مع مسؤول كبير... يقول «أوكل لنا هذا المسؤول دراسة جدوى مشروع معين وكان يتابع معنا ما توصلنا إليه Progress وعند الانتهاء حضر وقال (شتشوفون -يعني نحن المجموعة المكلفة- قلنا إن المشروع مجدٍ... قال أوك. اعتمدوا هذا المشروع).

هذا هو الأصل في العمل الجماعي المهني المبني على أسلوب احترافي وفق إجراءات مبسطة فلا وجود لكتابنا وكتابكم وتقرير ولجان ولجان متفرعة... فقط سؤال وقرار ومن ثم تنفيذ، ولاحظ نحن نتحدث عن أيام فقط!

ومعرفة «الشفرة» أعني سبب عدم تنفيذ المشاريع أو تأخرها، فإن عرفناها فهي المفتاح للانتقال من كثرة الكلام إلى قلته و«زبدته» وبالتالي يصبح الإصلاح/ التنفيذ والمحاسبة والثواب والعقاب قيد التنفيذ.

ومعرفة «الشفرة» في تأخر إقرار القوانين التي من شأنها جلب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير مراكز طبية عالمية ورفع جودة التعليم وإصلاح الطرق وتحسين المعيشة هي المدخل الفعلي للإصلاح.

لا يوجد شيء في الممارسات الإدارية وصناعة التاريخ حسب ممارسات كثير من الدول المتطورة ومنها سنغافورة وماليزيا والسعودية وقطر والإمارات قرار اتخذ الا بشكل جماعي حيث العمل الجماعي هو نواة التحول.

ولا يوجد في الممارسات التحولية التي شهدتها دول الجوار وغيرها مشاريع يستغرق اعتمادها وتنفيذها سنوات عدة.

والأصل في كل ما نراه من تطور وازدهار في دول من حولنا وغيرها من الدول هو العنصر البشري ـ الرأسمال البشري، فإذا تم ذلك يصبح مبدأ الحوار بين «خذ وهات» مقبولاً.

من دعاء عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- «اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم».

الزبدة:

إننا نبحث وندرس ونوقع ونعتمد أموراً كثيرة حتى على المستوى الشخصي إلا أن الأفعال تنسف ما كنا قد صرحنا به وإن كان بيننا وبين أنفسنا.

والعمل المؤسسي مختلف اختلافاً كلياً، فكل قول أو اتفاق يعقبه -منطقياً- فعل على أرض الواقع فيه يرى الجميع محصلة ما قمنا به كمسؤولين، وأسأل الله عز شأنه أن يصلح حال البلاد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi