قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 700، جراء انفجار ضخم هزّ ميناء الشهيد رجائي في جنوب إيران، أكبر المرافئ التجارية للبلاد، فيما لم تتأثر منشآت تكرير النفط.
وبينما لم تتضح أسباب الحادث بعد، نقل الإعلام الرسمي عن هيئة الجمارك أن «الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيماوية في منطقة الميناء».
وأوضحت الناطقة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، أن تحديد سبب الانفجار سيستغرق بعض الوقت.
وأضافت أن المعلومات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن عدداً من الحاويات التي كانت مكدسة في أحد أطراف الميناء، يُحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيمياوية، انفجرت.
وأشارت إلى أنه «ما لم يتم إخماد الحريق بشكل كامل، فإن إصدار بيان دقيق وتخصصي حول سبب الحادث وطبيعته سيكون أمراً صعباً».
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي تصاعد أعمدة هائلة وكثيفة من الدخان الرمادي والأسود بعد الانفجار في الميناء القريب من مدينة بندرعباس، مركز محافظة هرمزكان المطلة على الخليج، إضافة إلى تحليق مروحيات، ومشاركتها في جهود الاطفاء ونقل الجرحى.
وبدت في لقطات أخرى، الأضرار الكبيرة في الميناء الإستراتيجي والطرق المؤدية إليه حيث تناثر الحطام في كل مكان، ومسعفين ينقلون مصابين على متن حمالات إلى سيارات الإسعاف، حيث تسبب عصف الانفجار بتضرر عشرات الحاويات الحديد والشاحنات التي تفحم بعضها بشكل شبه كامل، بينما كانت أخرى تلتهمها النيران بالكامل.
وأعرب الرئيس مسعود بزشكيان عن تعاطفه مع ضحايا الانفجار، مشيراً الى أنه «أصدر أوامر بالتحقيق في الوضع والأسباب»، ووّجه وزير الداخلية اسكندر مومني للتوجه الى الموقع.
وكان اسماعيل مالكي زاده، المسؤول في إدارة الموانئ والملاحة في المحافظة، أوضح صباحاً أن «انفجارا هائلا» وقع «في جزء من رصيف ميناء الشهيد رجائي، ونعمل على إخماد الحريق».
وقال مسؤول جهاز الطوارئ مهرداد حسن زاده إن «الحادث وقع نتيجة انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي».
عشرات الكيلومترات
وأشارت «وكالة فارس للأنباء» إلى أن دوي الانفجار سُمع على مسافة 50 كيلومتراً من موقع الميناء، ونقلت عن شهود أن الأرض اهتزت جراء شدته.
وذكرت «وكالة تسنيم للأنباء» أن «موجة الصدمة كانت قوية لدرجة أن معظم المباني في الميناء تعرضت لأضرار بالغة».
ولم يعرف على الفور عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار السبت، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في الجمهورية الإسلامية.
منشآت النفط
وفي شأن متصل، أكدت الشركة الوطنية الايرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار «ليس له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة».
وتابعت أن «المرافق الواقعة في منطقة بندرعباس تعمل حالياً من دون انقطاع».
وتمر عبر ميناء الشهيد رجائي، الواقع على مسافة نحو 23 كيلومتراً غرب مدينة بندرعباس، أكثر من 70 في المئة من البضائع الإيرانية، وفق البيانات الرسمية.
وأوردت «وكالة إرنا للأنباء»، أن الميناء هو «أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطوراً، ويضم 12 رصيف حاويات و30 رافعة وانواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دوراً محورياً في الاقتصاد البحري».
ويقع على مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
حوادث مميتة
وفي حين أن الحوادث والحرائق في المصانع والمعامل ليست أمرا غير معتاد في إيران، الا أن وقوع انفجار بهذا الحجم يبقى أمراً نادر الحدوث.
ومطلع أبريل، قتل سبعة أشخاص جراء تسرب للغاز في منجم للفحم في محافظة سمنان شرق طهران.
وفي سبتمبر، أدى انفجار في منجم للفحم في طبس في محافظة خراسان الجنوبية، إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً.
وفي 2017، قُتل 43 عاملا في انفجار في منجم في مدينة آزادشهر شمالاً، ما أثار موجة غضب ضد السلطات.