يقول أحد روّاد الحركة الثقافية في الكويت الأديب عبدالرزاق البصير (رحمه الله) في إحدى مقالاته: «أين ضمائر الكتّاب من نكبات هذه الأمة؟». ويضيف أديبنا الكبير: «هؤلاء الكتّاب ماتت ضمائرهم، لأن كل ما يرونه من أوضاع معكوسة هي صحيحة لا غُبار عليها».

رحم الله أديبنا عبدالرزاق البصير، المتوفى عام 1999.

إنّ ما ذكره في مقاله هذا واقع للأسف الشديد نعيشه الآن، فالبعض يدعو الناس إلى الفضيلة وفي الوقت نفسه نجدهم بعيدين عنها، ومع هذا نجد بعض الكتّاب «ممن ماتت ضمائرهم» يدعو إلى الإصلاح وفي الوقت نفسه نجده بؤرة من الفساد، ومع هذا نرى التلميع والتطبيل من بعض الكتّاب الذين يرون الأوضاع المعكوسة هي صحيحة ولا غُبار عليها، كما يقول أديبنا الكبير عبدالرزاق البصير.

الأديب البصير، رجل من الزمان الجميل نفتقده اليوم، ولكنه ترك من ورائه إرثاً ينير لنا الطريق لما فيه الخير لوطننا المعطاء، لعل وعسى نرى من يسير في طريقه.

وقبل الختام لنا كلمة لمن يرى نفسه ضمن هذه الفئة التي تطرّق إليها الأديب الكبير عبدالرزاق البصير، أي ضمن فئة الكتّاب الذين ماتت ضمائرهم: إذا انعدم عندكم الضمير فمن أجل بلدكم الصغير أعلنوا الحرب على الرذيلة والفساد قبل أن ينالا منا ومن وطننا العزيز.

وفي الختام نقول: رحمك الله رحمة واسعة يا أديبنا الكبير عبدالرزاق البصير وهداكم الله بهديه يا من ماتت ضمائركم؟