في شهر رمضان المبارك والناس صيام والشوارع ممتلئة بالسيارات في ساعات الدراسة والعمل في النهار، شوارع رئيسية وانعطافات ومخارج مغلقة بغرض عمليات إصلاح الطرق.

لا شك أن تحرك عجلة إصلاح الطرق أمر جيد، خصوصاً أسفلت الطرق بعد سنوات من المعاناة بسبب الحفر والحصيم أي الحصى، الحصى المتطاير بسبب أعمال تزفيت للشوارع لم تكن بالكفاءة المطلوبة. لكن هناك أمور لم يتم أخذها في الحسبان في عمليات التخطيط لإصلاح الطرق، مما أدى لمعاناة كبيرة لرواد الطريق، خصوصاً في ساعات العمل وساعات الدراسة المضغوطة في الشهر الفضيل. كذلك ما هو قادم ومتوقع من ازدحام أكبر بالمساء كما في النهار في النصف الثاني من شهر رمضان مع اقتراب أيام العيد وما يسبقه من تسوق.

بالأساس هناك أزمة ازدحام في شوارع الكويت، أسبابها كثيرة ومتعددة، والحلول لها تحتاج إلى دراسات ونفس طويل وخطط فنية وتخطيط مفصل، فإذا كان هناك عمليات مستحقة لإصلاح الطرق مع أزمة المرور الموجودة أصلاً، يصاحب هذا العمل إغلاق طرق أو حارات منها ومخارج ومداخل، كل ذلك أدى إلى زيادة معاناة مرتادي الطريق، معاناة الناس عند الذهاب إلى أعمالهم، ومعاناة أكبر وقلق للتلاميذ ولأولياء الأمور في توصيلهم لأبنائهم للمدارس أو إرجاعهم منها.

طرق مغلقة تجعل الذهاب إلى المدرسة التي تبعد أربعة كيلومترات، والوقت المستغرق للوصول إليها عشر دقائق، يتحول مع عمليات الإغلاق إلى ضعف ذلك أو حتى ضعفي هذا الوقت، قد يتأخر الطلبة عن الحضور المبكر للمدرسة، وقد تفوتهم الامتحانات التي استهلت عليهم مع هلال الشهر الكريم. التساؤل هنا، ألم يكن هناك تخطيط لوضع حلول خصوصاً لطلبة المدارس وتخطيط وزارات الدولة المعنية خصوصاً وزارة التربية مع وزارة الأشغال للتعامل مع إصلاح الطرق في هذه الفترة؟

هناك تلاميذ مدرسة ليس لديهم سواق خاصون، وهم يعتمدون في ذهابهم للمدرسة وارجاعهم إلى بيوتهم على أحد افراد الأسرة الذي قد يكون في الغالب لديه عمله الخاص، فلقد كان بالامكان التخطيط بشكل أفضل لهذه المرحلة من اصلاح الطرق.

لقد كان بالامكان وما زال ممكناً في ما تبقى من وقت أن تقوم وزارة التربية وحتى بعض الكليات الأكاديمية والمعاهد والجامعات بوضع حلول مثل تفعيل نظام التعليم عن بعد (التيم) ولو لوقت جزئي، تفاعلاً وتفهماً لما قد يعانيه الطلبة في هذا الوقت مع أولياء أمورهم في التعامل مع أغلاق الطرق.

طبعاً ليس المعاناة فقط في إغلاق الطرق أو بعض حاراتها، ولكن هناك الحصى المتطاير على السيارات فتكون خطرة على الناس حين تنطلق الحصاة بسبب دوران العجلات فتتحول إلى طلقات مدمرة على زجاج السيارات وعلى بدنها، حتى لا تكاد توجد سيارة لم يخدش صافي زجاجها أو لامع صبغها الحصى المتطاير.

كان بالإمكان أن يكون هناك تنظيف أكبر للأسفلت المكشوط، ويكون هناك كنس لمرة ومرتين للحصى الناتج عن كشط الأسفلت والمتخلف على جانبي الطريق، فيكفى ذلك الناس شر الحصى المتطاير والناتج عن ذلك الكشط.

ازدحام المرور في الكويت هو أزمة مستمرة، وأي اصلاح في الطرق يصاحبه إغلاق للشوارع أو بعض من حاراتها وبعض من مداخلها ومخارجها يتطلب معه أيضاً تخطيطاً مسبقاً يشمل جميع الجهات المعنية في البلاد، وليس فقط وزارة الأشغال، حتى يتمكن الناس من القيادة بالشوارع بشكل آمن وسلس ومريح.