نظّم اتحاد شركات الاستثمار، ورشة عمل متخصصة بعنوان: «AI -Strategic Adoption in Investment Companies»، بالتعاون مع شركة «RTS» وشريكتها «Assentify»، في مقر الاتحاد، وهدفت إلى تعزيز فهم المشاركين لمفاهيم الذكاء الاصطناعي واستكشاف تطبيقاته العملية في بيئة الاستثمار.

وأكدت أمين عام الاتحاد فدوى درويش، أن التحولات الرقمية المتسارعة والتطورات التقنية المتلاحقة تفرض على قطاع الاستثمار تبني حلول مبتكرة تواكب هذه التغيرات، وأشارت إلى أن تمكين العاملين في القطاع من فهم وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل إستراتيجي يسهم في تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية، والارتقاء بأساليب التحليل واتخاذ القرار، إلى جانب دعم إستراتيجيات التنبؤ وإدارة المخاطر، ما يساهم في بناء بيئة استثمارية أكثر تطوراً ومرونة.

وانطلقت الورشة بمقدمة حول الذكاء الاصطناعي، حيث تم استعراض مفهومه الأساسي وتأثيره المتزايد على قطاع الاستثمار، ثم تناولت الورشة التاريخ التطوري للذكاء الاصطناعي، موضحة المراحل التي مر بها حتى وصوله إلى مستوياته المتقدمة الحالية.

كما تم التطرق إلى محور فك الغموض عن الذكاء الاصطناعي، حيث تعرف المشاركون على الفروقات الجوهرية بين الذكاء الاصطناعي الرمزي، والتعلم الآلي، والتعلم العميق، والذكاء الاصطناعي التوليدي، ما أسهم في تعزيز فهمهم لإمكانات هذه التقنيات وكيفية توظيفها بفعالية في بيئة الأعمال.

كما شملت الورشة تعريفاً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في شركات الاستثمار، حيث تضمنت أنشطة عملية أتاحت للمشاركين فرصة استكشاف كيفية التعامل مع هذه التقنية وتطبيقها في بيئة استثمارية حقيقية والاستعانة بها في تحليل الأسواق، وإدارة المحافظ الاستثمارية، وإدارة المخاطر والامتثال، والنمذجة التنبؤية، والتنبؤ بالسوق، والامتثال لمكافحة غسيل الأموال، وتم كذلك تسليط الضوء على دور البيانات في الذكاء الاصطناعي، حيث تم استعراض أهمية البيانات في تطوير النماذج الذكية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم نشاط عملي لاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في «Excel»، ما عزز مهارات المشاركين في تحليل البيانات المالية وقدرتهم على استخراج رؤى أعمق تدعم اتخاذ القرار الاستثماري.

وفي ختام الورشة، تم التطرق إلى الاعتبارات التنظيمية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي، حيث تمت مناقشة القوانين والتحديات الأخلاقية المرتبطة بتوظيف هذه التقنية في القطاع المالي، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات لضمان الاستخدام المسؤول والفعال لها، بما يسهم في تحقيق توازن بين الابتكار وحوكمة المخاطر.

وبدورها، أكدت المؤسس الرئيس التنفيذي لـ«RTS» سارة عبدالصمد، على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحويل إستراتيجيات الاستثمار، موضحة أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل المشهد المالي، ويوفر فرصاً جديدة لتحقيق الكفاءة وتخفيف المخاطر واتخاذ القرارات القائمة على البيانات، وبيّنت أن ورشة العمل هدفت إلى تمكين المتخصصين في الاستثمار بالمعرفة والأدوات اللازمة لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بطريقة إستراتيجية ومسؤولة، وأشارت إلى أن الاهتمام الكبير والمشاركة من قبل المشاركين يعكس إدراكاً متزايداً لتأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الاستثمار والحاجة إلى التعلم المستمر والتكيف مع التغيرات السريعة التي يشهدها هذا المجال.