على ضوء لقاءات أحمد الشرع (الجولاني) مع عدد من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، فقد طرح الكثير من الآراء والملاحظات خلال ردوده على الأسئلة التي وجّهت له بالنسبة لمستقبل سورية، داخلياً وخارجياً، وفي عموم الدول المحيطة بالشام.

وأضيف أن طرحه ورؤيته لا شك جاءت مختلفة عن التوقع العام نظراً لماضي تاريخه ضمن الجماعات الإسلامية.

إن طرحه، ولن أدخل في النوايا، سيكون تحولاً كبيراً في نسف الطروحات العربية، سواء التي صدرت من قبل الثوريين أو المتأسلمين أو الجهاديين.

وأعتقد أنه بعد كل هذه التجارب التي مرت بها منطقتنا العربية على مدى 70 عاماً، نحتاج إلى طرح رؤية جديدة في السياسة العربية لإنقاذ شعوب المنطقة من الدمار والقتل الذي تتعرض له من قوى الشر، ولا نعرف مداه.

إن استمرّ الجولاني على هذه الأطروحات ونجحت، فإنها لا شك ستؤثر مستقبلاً على عموم أفكار الشباب العربي بكل توجهاته.

وهنا قد تبرز ملامح من أنه قد يتم إبعاده عن الساحة السياسية، لدفن مثل هذه الأفكار التي مع المدى الطويل ستتصادم مع أهداف الدول الكبرى في المنطقة.

أعتقد أن مثل هذه الأفكار والتي تتعلق بالسياسة الواقعية والتي سبق وأن انتهجها القاده الصينيون وقادها دينغ هسياو بينغ، ذو الميول بالأخذ بالسياسة الواقعية منذ عام 1979 عندما تسلم السلطة بعد التغيير الذي حدث بعد موت كل من ماو تسي تونغ وشو أن لاي، من خلال الانفتاح الذي قامت به الصين في تعاملها بمنطق الدولة الواقعية، وليس بمنطق الدولة الثورية، والذي أوصل الصين من بلد متخلف إلى ما عليه الآن، وقد عشت تجربة ذلك التحول السياسي خلال عملي في الصين في ذلك الوقت.

إن هذا سيقودنا إلى كيفية منهجية التعامل مع المشكلات الدامية التي تمر بها المنطقة والتي ستكون محور الصراع المستقبلي لشعوبنا.

إن الجولاني لن يكون عبدالناصر ولا غيفارا ولن يكون ابن لادن ولا حتى ابن تيمية.

في حال نجاح التجربة السورية بالكيفية التي يطرحها الجولاني، لاشك ستكون الفارقة في أسلوب النهج السياسي العربي والتي يرى البعض أنها ستكون الرد على مشروع برنارد لويس التقسيمي للمنطقة.

علينا أن ننتظر لنرى كيف سيتحرك الغرب الأوروبي تجاه هذه الرؤى. ولاشك عندي أن الغرب الأوروبي منكب على دراسة هذه الأفكار تمهيداً لمحاربتها أو تحويرها.

وهنا يقفز السؤال الذي يتبادر إلى ذهني كخليجي، ما هو الموقف العربي تجاه تلك الرؤى في بلاد الشام... هل سيدعم تلك الرؤية أم لا؟ والله المستعان.