السؤال المتكرر سنوياً هو ماذا بعد النجاح بامتحانات الثانوية...؟

يجب ان تتم مناقشة هذا السؤال بصوت عالٍ وأكثر حكمة وبكل حيادية من أجل مستقبل واستقرار المجتمع.

فدخول الجامعة والحصول على الشهادة الجامعية للعديد من التخصصات الأدبية والعلمية اصبح مجرد تأخير للوقت لإعطاء الحاصل على الشهادة الجامعية لقب باحث عن وظيفة، وبعدها يتم ضمه لركب البطالة وان كان محظوظاً فسيتم ضمه لركب البطالة المقنعة والمحظوظين أصبحوا قلة...

ان اعداد البطالة من الحاصلين على الشهادة الجامعية بالبلد بازدياد يصعب لأي جهاز حكومي استيعاب هذه الأعداد والقطاع الخاص بالبلد مهمش وكثير من الشركات الخاصة تقوم بالتعيين الوهمي الذي لا يخفى عن الكثير أسباب قيامها بذلك...

باختصار ان البلد ليس بحاجة للعديد من التخصصات الجامعية سواءً الأدبية أو العلمية، ومع علم غالبية المسؤولين، إلا ان استمرار ابتعاث الطلبة خارجياً وداخلياً لهذه التخصصات أمر اصبح يثير التساؤل...

الحل يبدو مراً على الجميع خصوصاً أسر المتخرجين حديثاً من الثانوية، ولكن الأسر التي لديها ابناء حصلوا على الشهادة الجامعية وليس لديهم أي وظيفة خير مثال...

اننا بحاجة لمحاكاة سوق العمل خصوصاً متطلبات القطاع الخاص بقليل من الحكمة، فما حصل سابقاً ويحصل حالياً يفتقد الحكمة وبٌعد النظر، فقريباً جداً سيتساوى أعداد الباحثين عن وظيفة مع اعداد الطلبات الاسكانية المتراكمة...

ان الجلوس مع القطاعين الحكومي والخاص وسماع متطلباتهما لسوق العمل والأهم الالتزام بتطبيق متطلباتهما يعتبر خطوة بسيطة بطريق إيجاد فرص عمل حقيقية لابناء البلد...

نعيد ونكرر ان الجلوس مع القطاعين الحكومي والخاص ووضع الخطط لاحتياجات سوق العمل لا يكفي، إنما الأهم هو الالتزام بتطبيق هذه الخطط من أجل المحافظة على المجتمع من الانهيار، فاصحاب الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل قريباً جداً سيصبحون ناقمين على المجتمع الذي خذلهم.