المشي هذه الأيام في مراكش جميل مع الطقس البارد موقتاً بعد الموجة الثلجية التي هطلت على إسبانيا وهبت على اثرها ريح الشمال على المغرب، باردة منعشة ترافقها بعض الزخات المطرية والتي تشجع على المشي في شوارع وزنقات المدينة الحمراء.

منذ أعوام وأنا أرى شارع باسم (محمد البقّال) وكان يلفت نظري الاسم، إلى أن بحثت عن هذا البقّال الذي تتباهى مراكش به وأسمت باسمه شارعاً ومدرسة.

محمد البقّال، هو مراكشي من منطقة القصبة ومناضل مغربي وطني اعدمته سلطات الاحتلال الفرنسي في عام 1954، ويبلغ من العمر 27 عاماً، كان هذا البطل الذي نشأ يتيم الأب في عائلة فقيرة، هو أحد أبطال النضال الوطني في المغرب بعد أن قام المستعمر الفرنسي بنفي الملك محمد الخامس، خارج المغرب آنذاك، فهبت البطولات في كل أنحاء المغرب ضد الاحتلال وضد ابعاد ذلك القائد العظيم محمد الخامس، طيب الله ثراه.

كان محمد البقّال هو المحرض على المظاهرات وهو قائدها وخطيبها الذي أشعل الحماس في نفوس المراكشيين ضد الفرنسيين، وأيضاً شكّل هو ومجموعة من أصدقائه خلية مقاومة (تنظيم البقّال) أدت إلى تدمير المنشآت التي يستفيد منها العدو المحتل، إلى أن تم إلقاء القبض عليه والحكم بإعدامه مع مجموعة من رفاقه في سجن العاذر.

وتم اعتقال أفراد عائلته من رجال ونساء وأطفال وسجنهم في معتقل المحتل.

الجميل هنا في المغرب هو الوفاء لشهداء الوطن وبطولاتهم وتضحياتهم، وذلك عبر إطلاق أسمائهم على الشوارع والمدارس والمنشآت العامة تخليداً لذكراهم العطرة وما قاموا به من أعمال جليلة يخلدها التاريخ الوطني والقومي في الدفاع عن الوطن وعن الأرض والسعي للشهادة، وعرف عن الشهيد البطل محمد البقّال، رحمه الله، تدينه واستقامته وسمو اخلاقه واعتزازه بدينه ووطنه ومليكه، وهنا تتجلى أسمى آيات العرفان من وطن أحب أبناءه الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لاستقلاله ووجوده وحريته... رحم الله شهداء العروبة والإسلام الذين ناضلوا لأجل أن تنال بلداننا العربية والاسلامية استقلالها وحريتها. وللحديث بقية... دمتم بخير.

jaberalhajri8@