بلوغ شهر رمضان مِنحة من الله - تعالى - مَنحَنا إياها وهي فرصة قد لا تتكرّر، ومن واجبنا أن نعرف جيّداً كيف نستغل هذه الفرصة، كي نحقّق فيها أفضل ما يمكن أن يحققه شخص بلغه شهر عظيم، وملّكه الله من المواهب والوسائل التي تساعده وتسانده في استغلال كل لحظة في هذه الأيام المميّزة.
إن زماننا هذا ليس زمان الأشياء العادية، ففي ظل التنافس الشديد الذي اخترق كل مجالات الحياة بات من الأولى أن ننجح ونسيطرعلى أنفسنا لنتفوق في هذا الشهر، كلنا يعلم أنّ التميز والنجاح أصبح من نصيب الأشخاص الممتازين، فلنكن نحن هؤلاء الأشخاص.
الإنسان الواعي بمتطلبات العبادة في هذا الشهر يملك كل المفاهيم والأدبيات التي تجعل إنتاجيته عالية الجودة، لكنه بحاجة دائمة إلى أن يفتح عينيه على سِير الناجحين والمتفوقين، ليعرف كيف يستثمر إمكاناته المتاحة، لتحقيق أفضل الإنجازات قبل فوات الشهر.
إنّ هناك العديد من الإجراءات التي تساعدنا في كل ما ذكرناه سابقاً لعلّ ذِكر بعضٍ منها يرسم أهدافاً محدّدة يسعى المرء إلى تحقيقها في هذا الشهر، ولا بد من تحديد الوقت المطلوب وتركيز الاهتمام على الأمور التي نجني من ورائها جبالاً من الحسنات.
مهم جداً أن نتعلّم كيف ننظّم أوقاتنا في هذا الشهر ونحدّد الأولويات، لأن الأشياء التي يمكن أن ننشغل بها كثيرة جداً، والكل يعرف ليس لدينا متسع من الوقت، سريعاً ما يمضي شهر رمضان، فلا بد من تحقيق كل طموحاتنا الروحانية والتعبدية في 30 يوماً فقط.
في الختام... ما زال هناك فرصة لتبادر في ما بقي من الشهر، بوضع خطة من أجل تحقيق هدف نبيل في شهر عظيم، نخطط للارتقاء في شأننا الشخصي على صعيد التعامل مع الله - تعالى - وعلى صعيد التعامل مع ذواتنا والتعامل مع الناس، وإن من أفضل ما يمنحنا إياه التخطيط اكتشاف ما لدينا من إمكانات كامنة بغية الوصول إلى هدفنا الكبير في هذا الشهر الكريم. لا نتوانى ولنبدأ من هذه اللحظة، بيئته خصبة رطبة تمدّنا وتساعدنا على الارتقاء والفوز بالجنان والعتق من النيران.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@