كل الطرق تؤدي إلى المباركية... أم الأسواق وبوصلة المتسوقين، فكيف بأيام الصوم المباركة، حيث تتضاعف الحركة الشرائية في بداية شهر رمضان المبارك، ويشهد السوق القديم، إقبالاً لافتاً من محبيه، لاستحضار عَبق الماضي الجميل، لاسيما أن شعوراً بحميمية خاصة يتلمسها الصائمون خلال الشهر المبارك في أروقتها التراثية. الممرات الضيقة في السوق القديمة، أقدم أماكن التبادل التجاري في الكويت وأعرقها، تمثل قبلة الصائمين قبيل دخول وقت الإفطار، حيث يحرص محبو السوق على زيارته والتمتع بالمشي بانتظار لحظة الإفطار، وشراء ملابس القرقيعان وفوانيس هلال رمضان، فلا يحلو شهر رمضان في الكويت من دون زيارة أحد أقدم المعالم التاريخية، والتي ما زالت تنبعث منها رائحة الماضي، وتزدان بالتراث الخالد في الذاكرة، ذاك الصرح الذي يحفظ على أرفف دكاكينه كل ما يتعلق بعادات أهل هذا البلد الجميل.

«الراي» جالت في أروقة أسواق المباركية، حيث يبدو لزائرها في هذه الأيام، أن جميع سكان الكويت متواجدون فيه، لما يزخر به من جميع مقومات استقطاب عشاق التسوق بأسعار رمزية، إضافة إلى المطاعم المتعددة والتي جمعت في وجباتها بين التراثي والحديث.

منذ 20 عاماً

يؤكد علي جاسم أنه اعتاد على زيارة السوق بعد صلاة التراويح في كل رمضان خلال السنوات العشرين الماضية من دون انقطاع، لافتاً إلى شعوره بالراحة الشديدة عندما يكون في السوق.

وأشار أنه في معظم الأيام يجلب معه أبناءه إلى السوق، للتنزه والاستمتاع في ساحة الألعاب هناك، و«لا نعود للمنزل إلا بعد تناول السحور».

لذة المقاهي القديمة

أما محمد النجار فقد أوضح أن تواجده في الأسواق كان لشراء «الخضراوات والفواكه واللحوم، لاعتدال أسعارها هنا»، لافتا أنه فوجىء بأعداد رواد السوق في هذا اليوم.

وقال إن لذة أسواق المباركية هي الجلوس في المقاهي القديمة وتبادل أطراف الحديث الممتعة.

طعم ورونق آخر

أما سليمان الهيفي فوصف «الأجواء الرمضانية في سوق المباركية، بأنها ذات طعم ورونق آخر، لاسيما وقت الصيام، حيث الهدوء والأجواء الجميلة»، لافتاً إلى أن متعة السوق في المشي والتنقل بين أقسام السوق الجميلة، وشراء بعض الاحتياجات قبل دخول وقت الإفطار.

واعتبر الهيفي أن سوق المباركية يعد من أهم المواقع السياحية في الكويت، والجميع يحرص على زيارته والتمتع في المشي في المواقع التراثية القديمة، متمنياً أن يتم الاستعجال في ترميم السوق المدمر ليكتمل جمال السوق.

قلب...نابض

من جانبه، قال مشعل الجدعان إنه يجد متعة التسوق في أسواق المباركية، فهي صورة تعكس جمال الكويت والتنوع الكبير في البضائع المعروضة، فكل شيء متوافر، إضافة إلى المساحة الكبيرة للسوق، التي «تسمح لنا بالمشي والتنقل في المنطقة، التي تعتبر قلب الكويت النابض بالحيوية».

زيادة في الزبائن

ذكر البائع جمعة مصطفى أن المباركية تشهد زيادة في الزبائن خلال رمضان، حيث شراء الاحتياجات قبل الفطور، مثل التمر وغيرها من المستلزمات الرمضانية التي توجد في السوق بكثرة.

هدوء وسكينة

وصف البائع علي حسين أجواء أسواق المباركية، بأنها تتسم بالهدوء والسكينة، إلى جانب المتعة في السوق وجمال المكان.

فقع وشاي عراقي

يعرض في السوق بضائع عراقية منها الشاي البصراوي والحلويات، بالإضافة إلى الفقع العراقي.