ناقش العديد من الأكاديميين في الفترة الماضية، مظاهر المشكلات التعليمية التي يمرُّ بها المعلمون. وطال النقاش الأسباب والمظاهر. لكن الحلول لم تأخذ الحيز الكافي من النقاشات. وفي سلسلة مقالاتي، سأذكر العديد من الحلول لما نعانيه في الأزمة التعليمية مقسّمة على أربعة أقسام رئيسية، وهي: المُعلم - المنهج - الإدارة التربوية - الأسرة والمتعلم.

الإدارة التربوية هي صمام الأمان لجودة التعليم. فهي المعنية بالدرجة الأولى بضمان جودة المعلم وأدائه في المدرسة. وهي المسؤولة عن التزام الطلاب والطالبات بالتحصيل العلمي. وهي المسؤولة عن توفير البيئة الدراسية المناسبة للعملية التعليمية من فصول مجهزة ووسائل تعليمية حديثة.

للأسف في الوقت الحالي، نجد هناك قصوراً شديداً من قِبل الإدارة المدرسية في رفع مستوى العملية التعليمية في الكويت والحفاظ على الجودة التعليمية. ولعل أبرز أسباب هذه القصور هو تعيين من لا يستحق في مناصب حسّاسة ومهمة في الإدارة التربوية. وفي مقالي، لن أتطرّق للتعيينات في الوزارة فهي باب كبير وواسع. لكن سأتطرق للحلول الأولية للتقصير الإداري داخل المدرسة...

1 - يجب أن يتم دعم مديري المدارس من قِبل الوزارة في محاربتهم للغش والغشاشين داخل أسوار المدرسة، سواء كان طالباً أو مُعلّماً متساهلاً في الغش.

2 - يجب أن يتوسع تقييم الإدارة التربوية ليشمل آراء أولياء الأمور والطلبة والمعلمين داخل المدرسة، للتأكد من جودة الإدارة التربوية من قبل كل الأطراف المساهمة في العملية التعليمية.

3 - يجب أن تعمّم وتفعّل القوانين واللوائح المعمول بها في المدارس الحكومية على كل المديرين وضرورة الالتزام فيها ومحاسبة من لا يلتزم. وتشمل هذه اللوائح أنواع العقوبات وضوابط اللبس والسلوكيات وغيرها من الأمور التربوية.

4 - يجب أن تشكل الإدارة التربوية وسيلة تواصل مباشرة مع أولياء الأمور للتباحث في أي ممارسة غير قانونية من قبل المعلمين أو الطلبة أو حتى الإدارة نفسها.

5 - يجب أن تعطى صلاحيات أكبر لمديري المدارس في معاقبة أولياء الأمور الذين تثبت محاولاتهم لتغشيش أبنائهم أو تزوير الاختبارات والدرجات والحلول وغيرها. لا بد أن تكون للإدارة المدرسية القدرة على تقويم ومحاربة «وفق القانون» هذا السلوك الهادم لعملها كجهة حكومية.

هذه كانت أبرز الحلول المقترحة للوقت الحالي على الاقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لا شك أن هناك حلولاً تعليمية أعمق بكثير تخص الإدارة التربوية. وفي اعتقادي يجب أن يتم تنظيم مؤتمر وطني لتطوير التعليم حتى نسمع حلولاً تعليمية أكثر ونستفيد من تجارب دول أخرى في نهضة التعليم لديها.

في الختام، نهضة التعليم تعني استدامة الدولة وضمان مستقبلها.