حين يخترق المتنمر ثقة الفرد بنفسه، فهو ليس لأن الفرد ضعيف، بل لأنه سمح لسفيه بممارسة التنمر عليه بدل إيقافه ووضع حدٍّ له وفرض احترامه وقلب الطاولة عليه. الحقيقة أننا من يصنع المتنمر حين نتيح له الفرصة للقفز علينا، والتأثير بنا بل وتحطيم إرادتنا وعزيمتنا.

المتنمر هشّ ضعيف كسول، يتصيد الذي على شفا شكوك ومهزوز، يكاد ينهار فيصب سفاهته عليه.

ببساطة اكشفه وبيّن له كم هو حقير وقزم... لا تسمح له باختراقك وزرع الشكوك فيك.

ثم أنني أعجب ممن يظن من الأهل، أنّ الزواج الحل لاضطراب الشخصية أو العزلة والكآبة أو التمرد والاختلاف. يدفعون الشاب والفتاة للزواج ظناً منهم أنّه حل ومخرج لكل مشكلة، لكنهم بذلك يصنعون مشكلتين بدل واحدة.

من الظلم له ولها أن نعتقد أن الزواج سيروّضه ويهذّبه ويجعله راكزاً وملتزماً؛ سيحوله من فتى لرجل!! مقولة لابد من تغييرها. اتركوه يُعبّر عن نفسه وساعدوه طبيا ونفسياً/عقلياً لو كانت لديه مشاكل عميقة.

ثم حين تجد شخصاً بسنك موهوباً ناجحاً وواثقاً من نفسه مغامراً محفزاً ولديه خطط ومشاريع، هذا لا يجب أن يحبطك على الإطلاق، بل يجب أن يُعزّز فيك الثقة والطموح للنهوض وفعل الكثير...

إنّه يعني أنك كنت مرتاحاً كثيراً ومسترخياً في منطقتك المريحة comfort zone

وآن أوان الخروج منها وفوراً. لأنّ الحياة ستنتظر لا الفرص...

ما الجدوى من البحث عن السعادة والسعي إليها.

إن كانت النفس في تغيّر.

وما تراه قابلاً لأن يسعدك اليوم سيزول أو يتغيّر في الغد.

كما أنّ خطة تحقيق السعادة قد تطول وتتشعّب بينما تستهلك وقتاً وجهداً ومشاعر... وتنازلات، حتى تكاد تتشوه أو يشوبها الشك والتردد والمخاوف وحتى الرفض والازدراء.

إذاً

ما الذي يُبرّر سعينا للسعادة؟

وما الجدوى إن لم تكن ثمارها كاملة وناضجة وشهية؟

وهل تُحقّق السعادة بعد فوات الأوان... ينتقص منها أم لا تزال تسمى سعادة؟