أن تُعيد خطتك القديمة وتتوقع نتائج مغايرة، فإنك من دون أدنى شك، لا تجيد فنّ إدارة الأزمات والكوارث، وأن تركن الخبرات الطبية وتعتمد على من لديه ظهور إعلامي ونشاط في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنك ستجعل الحلول شبه مستحيلة، وأن تحمّل المواطن أسباب ارتفاع أرقام إصابات كورونا وتفتح المطار على مصراعيه للوافدين، الذين اعترف بعضهم بتزوير شهادات فحص كورونا، وتدخلهم بالآلاف، فإنك تؤكّد أن أسباب ارتفاع الإصابات غير دقيقة، وأن الخطّة القديمة التي خسرت بها، لن تستطيع تطبيقها حتى لو كان معك فريق من المحترفين.

ابحث عن الأسباب الحقيقية، ستجدها في مكان آخر، فمن غير المعقول التضييق على من يلتزم بالاشتراطات الصحية ومن أخذ التطعيمات اللازمة، لمجرد أن هناك أشخاصاً لا يبالون وغير ملتزمين، ومن غير المقبول إصدار قرارات غير منطقية تؤدي إلى التضييق على الناس، وتحبسهم في بيوتهم وتتسبب في خسائر مباشرة لمصالحهم التجارية والشخصية.

كُلنا مسؤول عن صحته ومجتمعه، ولا سبيل لذلك سوى بتطبيق الاشتراطات الطبية والتباعد الاجتماعي، والحرص على عدم التجمّع في أماكن مغلقة، ولكن إن لم تتغير الخطة الإدارية لأزمة كورونا، والاستفادة من تجارب الدول القريبة التي حاصرت تلك الجائحة وسيطرت عليها، فستستمر تلك الأزمة لعام قادم، فلابد أن نضع أيدينا على الخلل أولاً، فمن فشل في إقناع الناس بأخذ التطعيمات اللازمة ضد كورونا ولم يسوّق لها بطريقة علمية مقنعة، فإنه سيفشل في معالجة الأزمة برمتها.

مشكلتنا باختصار هي مشكلة إدارة، يفشل أحدهم في منصبه لسنوات طويلة فيعيّن في منصب أكبر، ولا يستطيع آخر إدارة أزمة فيجدد له، وتمضي الحكومة في عنادها وتجاهلها للشعب وقضاياه، ويغضّ كثير من نوّاب الأمّة الطرف عن محاسبة الحكومة وذلك لأهداف شخصية وحزبية.

فهناك حلول كثيرة أتمنّى الاتجاه نحوها، على سبيل المثال إغلاق بعض المناطق التي تزيد فيها حالات الإصابة، وإقرار التطعيم الإجباري، وغيرها الكثير.

Mesfir@gmail.com