مازال في ذاكرتي سالفة الطوفة!

تصغير
تكبير

قرأت بعض المقاطع من خطاب انتخابي لأحد المرشحين الشباب في الانتخابات الأخيرة، وهو خطاب غير مألوف طوال تاريخ حياتنا الديموقراطية، وخرج عن خط احترام جهات عليا، لكن حماس الشباب دفعه لقول يُخالف الواقع بالنسبة لإدارة البلد، وهو أن البلد في الحقيقة يدار بمُشاركة بين أسرة الحكم و الشعب، فأغلب من يحتل المناصب التنفيذية سواء كانوا وزراء أو وكلاءهم من أبناء الشعب وليس أبناء الأسرة، وأن الفشل يجب أن يكون قد ساهم بجانب منه من اختارهم الشعب بالمجالس المُنتخبة وتركيزهم على صغائر الأمور وليس القضايا الكبرى.

عموماً النيابة العامة وجهت للمرشح تهماً عدة خطيرة، أخطرها التعدي على مسند الإمارة، مع اننا ضد التعسف في استخدام القوانين، وأن حرية الرأي مكفولة، لكن وأنا أكتب هذه المُقدمة تذكرت سالفة لها مدلول ومعنى.

قبل ثلاث سنوات جلست مع مواطن كويتي حالياً عمره يقترب من التسعين، نتنمى له الصحة والعافية، يحكي لي يقول «كان عمره 17 سنة عندما دفعه الحماس القومي وما يجري في الوطن العربي عام 1965، دفعه للمشاركة في مظاهرة، يقول سرنا كشباب نُردد شعارات متوجهين إلى مركز أمني حكومي، وبعد أن سرنا لفترة يدفعنا الحماس، إلا واجهتنا قوة من الشرطة، وابتدأ الضرب لتفريقنا، وحدث هرج ومرج، وما وجدت نفسي إلا وأنا على الأرض، وهنا هرب من هرب ووقع من وقع».

يقول، عدت للمنزل إلا وأبي في وجهي، وينظر لي حيث بقع من دم على جزء من دشداشتي، وتمزق في جانب منها، نظر لي والدي وقال: «عسى ما شر»؟ قلت «كنا في مظاهرة»، هنا قال لي: «طق راسك في الطوفة شوف راسك يتعور والا الطوفة»، قلت «راسي»!

الذي يعرف المعنى ليبلغ الذي لا يعرف معنى «الطوفة»؟.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي