يواصل التعليم عن بُعد للعام الدراسي 2020 - 2021، فصول أزماته التي لا تنتهي، حيث كشفت ولية أمر لـ«الراي»، عن أزمة جديدة تتمثل في حرق الدرجات المستحقة للطلبة، بسبب برمجة نظام «مايكروسوفت تيمز» على تلقي إجابات محددة، واعتبار ما سواها خطأ رغم صحتها، مبينة وجود سؤال في منهج التربية الإسلامية للصف الثامن نصه «من صاحب التوراة؟»، وحين أجاب ابنها بـ «موسى عليه السلام»، اعتبر البرنامج الإجابة خاطئة لأن الصح موسى فقط، بحسب البرنامج المذكور.

ولية الأمر التي أثارت استياءها هذه البرمجة في «تيمز»، واعتبرتها خللاً كبيراً سيؤثر على مستوى تقييم الطلبة، طالبت قطاع التعليم العام في وزارة التربية، بالانتباه إلى هذه السلبيات، التي يجب أن تعالج سريعاً في المناطق التعليمية كافة، قبل انتهاء الفصل الدراسي الأول.

وأقر بعض مديري المدارس لـ «الراي»، بوجود أخطاء كثيرة في البرنامج، يصعب التعامل معها من قِبل بعض المعلمين، الأمر الذي دفعهم إلى إصدار تعليمات بتتبع عملية التصحيح في الواجبات والاختبارات الإلكترونية واحتسابها صحيحة، طالما تصب في خانة الإجابة الصحيحة، ولا يشترط ان تكون وفقاً للإجابات المدونة في البرنامج.

وألقى بعض المديرين اللوم على الدعم الفني في كثير من الأخطاء القائمة في البرنامج، ومنها عملية إضافة الطلبة في الفصول الافتراضية، حيث ظلت هذه المشكلة قائمة في كثير من المدارس، لنحو 3 أسابيع تقريباً من بداية انطلاق العام الدراسي، مؤكدين في الوقت نفسه اختصار الحصص لبعض الطلبة، بسبب عدم تأقلم بعض المعلمين كبار السن، مع آلية التعليم الإلكتروني، عبر برنامج «تيمز».

من جانبه، اعتبر مصدر تربوي في تصريح لـ«الراي» أن هذه الحادثة «فردية وتعاملت معها إدارة المدرسة بطريقة سيئة»، مبيناً أنه كان من المفترض احتساب إجابة الطالب إجابة صحيحة، وتحسب له الدرجة الكاملة من معلم الفصل، الذي يشرف أولاً وأخيراً على الطلبة، وعلى آلية تلقي واجباتهم المنزلية وتصحيحها.

واستغرب وقوف المعلم بهذا الشكل السلبي من الحادثة، وتذرعه بالإجابة المبينة في برنامج «تيمز»، مؤكداً أن «البرنامج بأكمله يقع تحت إشراف معلم الفصل، وهو من يُقيّم الطالب وفق بنود التقييم المذكورة من قِبل الوزارة»، مبيناً أن «قطاع التعليم العام لم يتلقَّ أي شكاوى من هذا النوع في شأن البرنامج المذكور، فالأمور تسير بشكل جيد في المناطق التعليمية كافة، وجميع الأخطاء والشكاوى انتهت تقريباً منذ الأسبوع الثالث للعام الدراسي».

إلى ذلك، أكد عدد من المعلمين لـ«الراي»، أن لا مشكلات كبرى في «تيمز» حالياً، باستثناء ضعف شبكة الإنترنت والانقطاع المتكرر في الحصص الافتراضية، وهذا أمر اعتدنا عليه منذ بدء العام الدراسي.

وذكروا أن معظم أعضاء الهيئة التعليمية تلقوا دورات تدريبية على البرنامج من قِبل معلمي الحاسوب في كل مدرسة، وقد انتهت الدورات إلى نتائج جيدة، ولم يتخللها أي سلبيات، باستثناء الانقطاع المتكرر للاجتماعات، وتعليق الصوت وبعض الأعطال الأخرى البسيطة.

وقالوا إن آلية تقييمهم للبرنامج كانت تتم بشكل يومي، من خلال إعداد الواجبات وتقديم أوراق العمل، وإرسالها بشكل مباشر إلى التوجيه الفني، مؤكدين أنه بإمكان المتدرب التفاعل مع المدرب «معلم الحاسوب» بشكل مباشر، والاستفسار عن أي شيء غير واضح، مضيفين أن آلية التدريب كانت تتم في كيفية إنشاء الاجتماع الإلكتروني على صفحة البرنامج، وضم العدد المحدد من الطلبة، إضافة إلى كيفية إعداد آلية تقييم الواجبات والاختبارات القصيرة.



الرشيد لـ «الراي»: في الجامعة نراجع التصحيح يدوياً

قال أستاذ كلية الهندسة في جامعة الكويت الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط السابق في وزارة التربية الدكتور خالد الرشيد لـ«الراي»، إن برنامج «تيمز» في المدارس والجامعة يتم التعامل معه من خلال آلة صماء، لا تقبل إلا المطبوع من قِبل مدخل البيانات، وعلى هذا الأساس نقوم في الجامعة بتتبع عملية التصحيح يدوياً، ولا نعتمد على الكمبيوتر إلا في الأسئلة الموضوعية فقط.

وأضاف الرشيد إن أخطاء «تيمز» في الإجابات التحريرية واردة بكثرة، وهنا يأتي دور معلم الفصل حيث يجب متابعة عملية التصحيح، وألا يقوم بالحفظ والخروج من الصفحة، إلا بعد التأكد من صحة المعلومات، مؤكداً أن البرنامج يحتوي بعض الاخطاء الفنية، مثل عدم تقبله أحياناً للأرقام، حيث يكتب الطالب 10 فيما يحسبها الكمبيوتر صفراً، إضافة إلى بعض الأخطاء الأخرى في المسافات والفواصل، وبعض الأمور الأخرى.