د. ياسر الصالح / الفساد الأكاديمي

تصغير
تكبير
د. ياسر الصالح

 سنعرض في مجموعة من المقالات إلى الحال المأسوية التي آلت إليها الأوضاع في التعليم العالي في بلدنا، وسنستعرض في سبيل ذلك الحال المتردية التي وصلتها إحدى المؤسسات الأكاديمية التي تمثل في نظرنا نموذجاً متكاملاً لواقع الفساد الإداري والمالي والأكاديمي وحتى الأخلاقي، ونظن بل نكاد نجزم بأنه وبعد إتمام هذه المجموعة من المقالات فإن واحداً أو أكثر من أعضاء مجلس الأمة الشرفاء سيرى بأن هناك مادة محترمة ومحكمة وجاهزة يمكن تفعيلها لاستجواب وزيرة التعليم العالي التي هي على علم، ومنذ مدة، بالكثير مما سنذكره، ولنا كلام كثيرعن دور الوزيرة في هذا الإطار، وسنترك للقارئ الحكم على مدى حديدية أو زئبقية ومصلحية الأسلوب الذي تم اتباعه في معالجة أوجه الفساد...وذكر الفساد هنا يقودنا إلى التدقيق بشؤون الإدارة العليا في هذه المؤسسة، فلا شك بأن معرفة المؤهلات الوظيفية لأركان هذه الإدارة وأسلوب تعيين رأس الهرم في المؤسسة، إذ انه «تم بليل»، وفي فترة سفر وزير التعليم السابق ومن دون علمه وبدعم و«تزريق» من قبل وزير تأزيم حزبي لم يدخل الوزارة الحالية بسبب فيتو «التكتل الشعبي» عليه، لا شك بأن معرفة هذه الحقائق كخلفية للموضوع، يساعد في فهم الأسباب التي تؤدي إلى استشراء الفساد في المؤسسة، ومن خلال سرد أمثلة على التجاوزات الأكاديمية والإدارية والمالية والأخلاقية سيتبين كم هو الفارق بين شعار الإصلاح الذي رفعته الحكومة والممارسة التي نعيشها على أرض الواقع.


في سياق عرضنا إلى هذه الحال سنأتي على التجاوزات في المستويات المختلفة في إدارة هذه المؤسسة، وكيف أن هذه التجاوزات وصلت إلى الجوانب الأخلاقية، وتهم التحرش الجنسي، وخيانة الأمانة العلمية، والتزوير في تقادير الطلبة، والتزوير في تقييم أعضاء هيئة التدريس، وكيف أن اللعب والتلاعب وصل إلى الأبحاث العلمية والترقيات والتعيينات والبعثات، إذ أصبحت مرتعاً للمحاسيب وأبناء المحاسيب، وكأن هذه المؤسسة الحكومية أصبحت شركة خاصة لزمر المنتفعين من أركان الإدارة يسبغون ما يشاؤون من مواردها على من يشاؤون، ويحرمون ما يشاؤون عمن يشاؤون. ، وفي هذا السياق نود أن نسأل السيدة الوزيرة عن الطريقة التي تم تعيين إحدى قريباتها من الدرجة الأولى كعضو هيئة تدريس في هذه المؤسسة ومدى تطابقها مع اللوائح؟ وهو السؤال الذي سنجيب عنه في مقالة مقبلة وسنسرد معه قصة «البنت المحظوظة» الأخرى التي خرقت الأعراف واللوائح بإعطائها بعثة دراسية كانت حقاً لغيرها، وذلك بإصرار على ارتكاب المخالفة رغم تنبيه الوزيرة ومعرفتها المسبقة بها...


لإنجاح الإصلاح في هذا البلد يتوجب على المخلصين أن يكشفوا مواطن الفساد ويفضحوا المفسدين، وذلك بالتعاون مع الصحافة الحرة والأعضاء الشرفاء في السلطتين وخصوصاً الرقابية، ورغم أن هذا الطريق طويل ومحفوف بخطط ومؤامرات المفسدين المضادة وشراك المصالح المنصوبة، ولكن تضافر جهود الشرفاء، كل من موقعه، كفيل بإعاقة الفساد إن لم يؤد للقضاء عليه...وللموضوع تكملة.


 


سؤال أكاديمي


في هذه الفقرة ذات السياق المنفصل، وفي مقالاتنا التي تناقش الوضع الأكاديمي، سنطرح بعض الأسئلة التي تستثير الانتباه بخصوص وضع التعليم العالي عندنا، وسنبدأ في هذا المقال بالسؤال عن الرؤية الاستراتيجية التي يراد للتعليم التطبيقي أن يسلكها ليحقق الطموحات الاستراتيجية التي تنويها الحكومة في جعل الكويت مركزاً تجارياً ومركزاً للصناعات التكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية...أين هي هذه الرؤية؟


 أستاذ التخطيط الاستراتيجي ونظم المعلومات



yasseralsaleh@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي