في سياق عرضنا إلى هذه الحال سنأتي على التجاوزات في المستويات المختلفة في إدارة هذه المؤسسة، وكيف أن هذه التجاوزات وصلت إلى الجوانب الأخلاقية، وتهم التحرش الجنسي، وخيانة الأمانة العلمية، والتزوير في تقادير الطلبة، والتزوير في تقييم أعضاء هيئة التدريس، وكيف أن اللعب والتلاعب وصل إلى الأبحاث العلمية والترقيات والتعيينات والبعثات، إذ أصبحت مرتعاً للمحاسيب وأبناء المحاسيب، وكأن هذه المؤسسة الحكومية أصبحت شركة خاصة لزمر المنتفعين من أركان الإدارة يسبغون ما يشاؤون من مواردها على من يشاؤون، ويحرمون ما يشاؤون عمن يشاؤون. ، وفي هذا السياق نود أن نسأل السيدة الوزيرة عن الطريقة التي تم تعيين إحدى قريباتها من الدرجة الأولى كعضو هيئة تدريس في هذه المؤسسة ومدى تطابقها مع اللوائح؟ وهو السؤال الذي سنجيب عنه في مقالة مقبلة وسنسرد معه قصة «البنت المحظوظة» الأخرى التي خرقت الأعراف واللوائح بإعطائها بعثة دراسية كانت حقاً لغيرها، وذلك بإصرار على ارتكاب المخالفة رغم تنبيه الوزيرة ومعرفتها المسبقة بها...
لإنجاح الإصلاح في هذا البلد يتوجب على المخلصين أن يكشفوا مواطن الفساد ويفضحوا المفسدين، وذلك بالتعاون مع الصحافة الحرة والأعضاء الشرفاء في السلطتين وخصوصاً الرقابية، ورغم أن هذا الطريق طويل ومحفوف بخطط ومؤامرات المفسدين المضادة وشراك المصالح المنصوبة، ولكن تضافر جهود الشرفاء، كل من موقعه، كفيل بإعاقة الفساد إن لم يؤد للقضاء عليه...وللموضوع تكملة.
سؤال أكاديمي
في هذه الفقرة ذات السياق المنفصل، وفي مقالاتنا التي تناقش الوضع الأكاديمي، سنطرح بعض الأسئلة التي تستثير الانتباه بخصوص وضع التعليم العالي عندنا، وسنبدأ في هذا المقال بالسؤال عن الرؤية الاستراتيجية التي يراد للتعليم التطبيقي أن يسلكها ليحقق الطموحات الاستراتيجية التي تنويها الحكومة في جعل الكويت مركزاً تجارياً ومركزاً للصناعات التكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية...أين هي هذه الرؤية؟
yasseralsaleh@hotmail.com