يمنح الفضاء رواده فرصاً فريدة لاختبار الأشياء في بيئة مختلفة تماماً عن «الأرض»، وهو الأمر الذي يؤدي إلى رؤى لا تقدر بثمن للرياضيات والعلوم. وأُجريت إحدى هذه التجارب من قبل رائد الفضاء المجري وأخصائي المهمة تيبور كابو على متن محطة الفضاء الدولية في وقت سابق من هذا العام وأدت إلى اختراق رياضي. ويُعرف هذا الشكل الهندسي الجديد تماماً، الذي يسمى الخلية الناعمة، بأنه لا يحتوي على زوايا حادة ولا يمكن تحقيقه إلا في الجاذبية الصغرى.

وتم تطويره جنباً إلى جنب مع معهد الرياضيات في جامعة «أكسفورد» وجامعة «بودابست» للتكنولوجيا والاقتصاد.

ونجحت الخلية الناعمة فقط في النظرية، بعد اكتشافها العام الماضي فقط. وما يجعلها مميزة هو أنه على عكس متعددات الوجوه مثل المنشور أو المكعب أو الاثني عشر وجهاً، لا تحتاج حواف الخلايا الناعمة إلى أن تكون مسطحة. وبدلاً من ذلك، تتميز الخلية الناعمة بجوانب مقعرة تشبه سروج الخيول.

ولوضعها في الاختبار، أخذت مهمة «أكسيوم-4» هيكلاً حافياً للخلية الناعمة إلى محطة الفضاء الدولية وملأته بالماء. ونظراً لعدم وجود بروتوكولات لهذه التجربة، تم ضبطها بدقة على متن محطة الفضاء الدولية من قبل كابو وقائدة المهمة بيغي ويتسون. وفي النهاية، جعلوا هذا الشكل حقيقة، وهو الأمر الذي يؤكد ما تم وصفه بجمال ديناميكيات الموائع. ويمكن رؤية النتائج في فيديو «إنستغرام».

وكتبت «أكسفورد ماثماتيكس» أن تجربة الخلية الناعمة، التي صُممت في الأصل فقط كإثبات للمفهوم ومظاهرة للمبادئ الفيزيائية لطلاب المدارس الثانوية، أثبتت أنها نجاح مذهل. وأدت الجاذبية الصغرى إلى ظواهر في ديناميكيات الموائع غير ممكنة على «الأرض». وعند مراقبة المشهد، أطلق قائد محطة الفضاء الدولية تاكويا أونيشي على التجربة اسم فن العلم.

وأظهرت هذه التجربة كيف يمكن للفضاء أن يفتح آفاقاً جديدة في الرياضيات والفيزياء، وهو الأمر الذي يوفر فرصاً فريدة لاستكشاف المفاهيم التي لا يمكن تحقيقها على الأرض. وتسلط الخلية الناعمة الضوء على القوة الكامنة للتعاون بين رواد الفضاء والعلماء في توسيع فهمنا للعالم الطبيعي.