أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أنه أجرى مكالمة هاتفية «ودية» مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وسط أزمة بين البلدين.

وصرّح للتلفزيون الرسمي، أمس الأربعاء، «تحدثت مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب. أستطيع القول إن المحادثة جرت بنبرة محترمة، حتى أنني أستطيع القول إنها كانت ودية».

وأضاف «سأذهب إلى أبعد من ذلك... إذا كانت هذه الدعوة تعني أننا نتخذ خطوات نحو حوار محترم، من دولة إلى دولة، ومن بلد إلى بلد، فأهلا بالحوار، وأهلا بالدبلوماسية، لأننا سنسعى دائماً إلى السلام».

«أبعد من حملة ضغط»

واعترف ترامب الأحد، بإجراء هذه المكالمة التي تحدثت عنها الصحافة.

وقال الأربعاء رداً على سؤال مراسل خلال حدث في المكتب البيضاوي عن مدى فعالية «حملة الضغط» التي يشنها على مادورو «هل يفلح ذلك؟ إنها ليست حملة ضغط، بل أبعد من ذلك بكثير، على ما أعتقد».

وأضاف «لقد تحدثت معه بإيجاز، قلت له بعض الأمور. سنرى ما سيحدث».

وعما إذا كان تحدث مع مادورو مجدداً منذ المكالمة الأولى، نفى ترامب شائعة تم تداولها في واشنطن قائلاً «لا، لم أفعل».

وتأتي المحادثة فيما تكثف الولايات المتحدة الضغوط على فنزويلا بانتشار عسكري كبير في منطقة البحر الكاريبي، وشن ضربات جوية ضد قوارب يشتبه في تهريبها المخدرات، وتحذيرات من توجيه ضربات على الأراضي الفنزويلية.

ومنذ سبتمبر، دمّرت القوات الأميركية أكثر من 20 زورقاً يشتبه بأنها تستخدم في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بضربات أوقعت أكثر من 83 قتيلا.

وقال مادورو الأربعاء، إنه «قبل نحو 10 أيام، اتصلوا من البيت الأبيض بقصر ميرافلوريس، وأجريت محادثة هاتفية مع الرئيس دونالد ترامب. تحدث العالم كله عن ذلك».

«حذر دبلوماسي»

وتابع «خلال سنواتي الست كوزير للخارجية، تعلمت الحذر الدبلوماسي. أحب الحذر، ولا أحب الدبلوماسية عبر الميكروفونات. عندما تكون هناك أمور مهمة، يجب إنجازها بصمت حتى إنجازها».

ويتّهم ترامب فنزويلا بإدارة عملية تهريب المخدرات التي تغمر السوق الأميركية.

وتنفي كراكاس ذلك وتقول إن الهدف الحقيقي لواشنطن هو تغيير النظام والسيطرة على احتياطات النفط الفنزويلية.

وفي تطور جديد الأربعاء، وصلت طائرة تقل 266 فنزويلياً رحّلوا من الولايات المتحدة، إلى مطار كراكاس، بعدما كان ترامب أعلن أن المجال الجوي الفنزويلي سيعتبر «مغلقاً» نهاية هذا الأسبوع.

وأعلنت الولايات المتحدة تعليق هذه الرحلة، بحسب ما صرّح وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل الذي كان حاضراً عند هبوط الطائرة لصحافيين.

لكن واشنطن طلبت «قبل أيام قليلة» مجدداً إنجازها وأعطى مادورو موافقته «من دون تأخير»، كما أضاف.

وأُعيد نحو 18354 فنزويلياً إلى وطنهم منذ مطلع العام 2025، من بينهم 14407 من الولايات المتحدة.