خالية من «حزب الله» والأسلحة الثقيلة... وغارات جنوباً بعد إنذارات بالإخلاء

ترامب يُخطط لمنطقة اقتصادية بين لبنان وإسرائيل

رجل يفحص الأضرار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جباع (ا ف ب)
رجل يفحص الأضرار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جباع (ا ف ب)
تصغير
تكبير

يروج مسؤولون رفيعو المستوى باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتل أبيب، لمشروع اقتصادي ضخم في لبنان وشمال إسرائيل.

وبحسب دبلوماسيين أميركيين وإسرائيليين، فإن مستقبل مشروع «المنطقة الاقتصادية» المقترحة لايزال مفتوحاً على مجموعة واسعة من الاحتمالات، تبدأ من الفشل الكامل وتنتهي بتسوية شاملة تعيد رسم الجنوب اللبناني سياسياً واقتصادياً.

وفي السياق، قال مسؤول أميركي، إن الرئيس دونالد ترامب يخطط لإنشاء منطقة اقتصادية تكون خالية من «حزب الله»، وفق ما نقله موقع «إكسيوس»، وذلك غداة محادثات لبنانية - إسرائيلية، هي الأولى من نوعها منذ عام 1993 «وجهاً لوجه» في بلدة الناقورة جنوب لبنان، تحت رعاية الولايات المتحدة.

وأوضح أن الجانبين ناقشا التعاون في مشاريع اقتصادية، للمساعدة في استقرار الوضع في جنوب لبنان بالقرب من الحدود المشتركة.

ونقل الموقع عن مصدر مطلع لم يسمه، أن «الاجتماع ركّز بشكل رئيسي على التعارف بين الطرفين».

وتابع أن «القضية الأكثر جوهرية في الاجتماع الأول كانت التعاون الاقتصادي، خصوصاً في ما يتعلق بإعادة إعمار المناطق (اللبنانية) المتضررة من الحرب».

و«بينما يناقش الطرفان حالياً مشاريع مشتركة صغيرة، فإن رؤية واشنطن على المدى الطويل هي إنشاء منطقة ترامب الاقتصادية على طول الحدود، وتكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة»، بحسب مسؤول أميركي، لم يسمه الموقع.

ووفقاً للمصدر المطلع، فإن «الطرفين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى قبل العام الجديد، والمجيء إلى طاولة المفاوضات بمقترحات اقتصادية تساعد في بناء الثقة».

وقال المسؤولون إن واشنطن تدرس هذه المسارات في ضوء مواقف الأطراف اللبنانية والإسرائيلية والدولية، وفي ظل بيئة إقليمية بالغة التعقيد، على غرار «مشروع كوز» على الحدود الأردنية - الإسرائيلية.

وذكرت مصادر مطلعة أن أقوى السيناريوهات المطروحة يتمثل في انهيار المبادرة تحت ضغط الرفض اللبناني السياسي والشعبي، خصوصاً مع تمسك قوى لبنانية باعتبار المشروع «مسّاً بالسيادة».

وأضافت أن أي اعتراض من «حزب الله» أو مؤسسات الدولة قد ينسف المبادرة من أساسها ويعيد الوضع الحدودي إلى حالة التوتر التقليدية.

في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال دبلوماسي غربي ناقش الموضوع واستعد لدفعه، إن واشنطن قد تكتفي بتجميد الفكرة من دون إعلان سحبها، لتبقى ورقة تفاوض مؤجلة.

وذكر أن الانشغالات الداخلية في لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل، تجعل من «الانتظار» خياراً عملياً، ما يبقي المشروع في إطار الأفكار غير القابلة للتنفيذ حالياً.

وأكدت دوائر دبلوماسية أن واشنطن قد تسعى إلى تفاهمات أمنية محدودة قرب الحدود، مثل تعزيز دور قوات «اليونيفيل» أو إقامة نقاط مراقبة مشتركة. وأضافت أن هذه الخطوة قد تُرافق بإطلاق مشاريع اقتصادية تجريبية تُمهّد لمرحلة أوسع.

وأعلن مستشارون في الإدارة الأميركية أن السيناريو الأكثر طموحاً يتمثل في «صفقة شاملة» تشمل استثمارات كبيرة وتفاهمات أمنية تقلل نفوذ «حزب الله» في الجنوب. وتابعوا أن هذا الخيار يتطلب توافقاً دولياً وإقليمياً غير متوافر حتى الآن، رغم أنه قد يغيّر طبيعة الصراع لعقود.

وقال مراقبون إن مجرد طرح المشروع قد يدفع الأطراف إلى التصعيد الميداني، خصوصاً إذا اعتبره طرف ما تهديداً لمصالحه. وشددوا على أن أي مواجهة واسعة «ستجعل المشروع غير قابل للحياة وستعيد الجنوب إلى دائرة الحرب وإعادة الإعمار من جديد».

غارات إسرائيلية

وفي تصعيد جاء غداة أول اجتماع بين مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين مدنيين ضمن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، نفّذت إسرائيل اليوم الخميس، غارات على جنوب لبنان، ادعت أنها طالت «بنى عسكرية» تابعة للحزب، بعد إنذار للسكان بإخلاء أبنية محددة ومحيطها.

وطالت الغارات، أربع بلدات تباعاً، هي محرونة وجباع والمجادل وبرعشيت.

ووضع الجيش الإسرائيلي الغارات في إطار «التعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي