على خطوط الثقافة والأدب، حلّق «طيران الجزيرة» بالتعاون مع منشورات «تكوين»، في فضاء الرواية العربية والإصدارات المتنوّعة، عبر تدشين مبادرة «نادي الجزيرة للقراءة»، بالتزامن مع افتتاح فعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب، وتحت مظلة «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025».

وللمناسبة، عبّر مدير المشاريع والبنية التحية في «طيران الجزيرة» ضاري عبدالمحسن العواد عن الفخر والاعتزاز بإطلاق «نادي الجزيرة للقراءة» بالتعاون مع منشورات «تكوين»، مؤكداً أن «هذه الخطوة تأتي من إيماننا بأن الثقافة والقراءة ركيزتان أساسيتان من هوية الكويت، التي كانت وستظل عاصمة للثقافة».

وأضاف «نسعى من خلال هذه المبادرة إلى حث المجتمع على القراءة، لأننا نؤمن بأن بناء مجتمع مثقف وقارئ هو استثمار في مستقبل أفضل لدولة الكويت، كما نتطلع من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز مكانة القراءة في حياتنا اليومية».

وعن دور القراءة في بناء الفرد والمجتمع بالكويت، خصوصاً مع الجيل الجديد، ردّ قائلاً: «القراءة بالنسبة لنا ليست مجرد هواية، بل هي تأسيس للوعي، حيث إن الكويت ترتبط بالثقافة والأدب منذ زمن بعيد، ونعمل بكل طاقتنا لإرجاع هذا الدور بقوة إلى الواجهة»، مردفاً «عندما نقول (نقرأ)، نحن نقصد أن يطوّر الشخص من ثقافته، وأن يوسّع مداركه، حتى يكون لديه أدوات يفهم فيها العالم بشكل أعمق».

وزاد «مع الجيل الجديد، الموضوع صار أهم. لأن هذا الجيل يعيش في عالم سريع، مليء بالمعلومات، وما يميّز الشخص هو قدرته إنه يختار ويفهم. وهنا يأتي دور القراءة لحمايتهم من السطحية ولتفتح لهم آفاقاً أكبر».

ومضى يقول: «نحن نؤمن بأن مسؤوليتنا اليوم هي خلق بيئة تشجّع على القراءة، وليس فقط مبادرات، لترسيخ فكرة أن الثقافة جزء من الهوية. وهذا ما نحرص عليه دائماً».

وحول العلاقة بين القراءة وقطاع الطيران، خصوصاً في بيئة تتطلب تطوّراً مستمراً، علّق العواد: «القراءة عنصر أساسي في أي قطاع قائم على التطوير والمعرفة، وقطاع الطيران تحديداً يعتمد على التعلم المستمر بحكم سرعته وتطوّر تقنياته. فالقراءة توسّع فهمنا للتقنيات الحديثة، ومعايير السلامة، وتجارب الركاب حول العالم، وتتيح لنا متابعة أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي».

واسترسل «القراءة لا تقتصر على العاملين في القطاع فقط، بل تشمل الناس بشكل عام. فالسفر يمنح المسافر وقتاً ثميناً للقراءة، والتأمل، واكتساب المعرفة، ما يجعل الطيران مساحة طبيعية لتعزيز الثقافة ونشر الوعي. لذلك، نجد أن القراءة ترافق الإنسان في رحلاته، وتصبح جزءاً من تجربته قبل الوصول إلى وجهته».

وختم العواد تصريحه، قائلاً: «في النهاية، كل تطوّر في الطيران يبدأ من معلومة، وكل معلومة تبدأ من قراءة واعية».

تعزيز القراءة

من جهتها، ثمنت الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمنشورات «تكوين»، الأديبة بثينة العيسى فكرة طيران الجزيرة بإطلاق «نادي الجزيرة للقراءة»، والرامية إلى تعزيز القراءة في الفضاء العام، خصوصاً في قاعات الانتظار بالمطارات أو على متن الطائرات، لتمنح المسافرين فرصة استثمار أوقات الفراغ بشيء نافعٍ مثل القراءة.

وأضافت أن الفكرة باختصار تتلخص في توفير الكتب للمسافرين بنظام الاستعارة أو لمن يرغب منهم بالشراء، مشيرة إلى تنوّع الكتب بين الروايات الأدبية والتاريخ والفلسفة، وغيرها.

وأكملت العيسى «حرصنا على أن تكون الكتب صغيرة الحجم حتى تكون تجربة القراءة مكتملة خلال الرحلة، بحيث يتسنى للمسافر الانتهاء من قراءتها في غضون ساعتين أو أكثر بقليل، قبل أن يصل إلى وجهته».

وذكرت أن هناك كتباً تستهدف البالغين بالدرجة الأولى، وأخرى تناسب اليافعين، وذلك لإشغالهم قليلاً عن الألعاب الالكترونية وغرس الثقافة في نفوسهم، مؤكدة أن جميع الكتب المعروضة على متن طيران الجزيرة ستكون باللغة العربية.

ولم تخُفِ العيسى بأن تقوم الشركات الخاصة الكبرى، مثل طيران الجزيرة بتكريس مسؤولياتها الاجتماعية لخدمة التعليم والثقافة، «في وقتٍ نرى معظم الشركات تتجه نحو الترفيه، بحكم مردوده السريع، ولكن الاستثمار في الثقافة والتعليم هو المردود الحقيقي والمجدي، وإن كان إيقاعه بطيئاً».

وزير الإعلام في الجناح

خلال جولته في يوم الافتتاح، حرص وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري على زيارة جناح منشورات «تكوين» في القاعة 6، حيث اطلع على جميع الإصدارات، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار ومدير إدارة معارض الكتاب خليفة الرباح.