في أجواء ثقافية واحتفالية مُبهجة، برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وبالتزامن مع فعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب، أقيمت الدورة السابعة لـ«جائزة الدكتور عبدالعزيز المنصور للناشر العربي» الأربعاء الماضي، بفندق «سانت ريجس» للإعلان عن الدار الفائزة لهذا العام.
وشهدت الاحتفالية، التي حضرها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، إلى جانب الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة عائشة المحمود، وباقة أخرى من الأدباء ووسائل الإعلام، فوز «دار أرجوحة» للنشر والتوزيع من جمهورية مصر بجائزة الدكتور عبدالعزيز المنصور للناشر العربي، (أدب اليافعين) عن رواية «11 نقطة» للكاتبة يمام خرتش ورسوم ميادة مسعد، وتبلغ قيمة الجائزة 20 ألف دولار.
«إثراء الثقافة»
وللمناسبة، قال الجسار إن جائزة عبدالعزيز المنصور للناشر العربي غنيّة عن التعريف، مشيراً إلى أهميتها في تعزيز مكانة الناشرين العرب، وتعزيز دورهم في إثراء الثقافة العربية. وتابع قائلاً: «نحن نواجه مشكلة كبيرة في عملية تأصيل اللغة العربية بالطريقة الصحيحة. لذلك، مثل هذه الجوائز ليست فقط مهمة، بل هي من أهم الأمور التي يجب أن يعتني فيها المجتمع العربي ككل، لتعزيز مكانة اللغة العربية، خصوصاً أن الجائزة لليافعين»، وتقدم في ختام كلمته، بالشكر والتقدير إلى رئيس مجلس إدارة الجائزة عبدالعزيز المنصور، والقائمين عليها كافة.
«الدور الريادي»
بدوره، أشاد مدير عام دار الكتب القطرية إبراهيم السيد بالدور الريادي للدكتور عبدالعزيز المنصور، معتبراً أنه «عميد الناشرين» تقديراً لإسهاماته البارزة في قطاع النشر.
ولفت إلى أن للمنصور فضلاً كبيراً في إطلاق أول جائزة مخصصة للناشرين على مستوى الوطن العربي.
«جهود جبارة»
في غضون ذلك، أعرب ممثل دار «أرجوحة»، الفائزة بالجائزة، محمد شوقي عن سعادته البالغة بالفوز، مشيداً بالجائزة والقائمين عليها، ومثمناً ما وصفها بالجهود الجبارة والاهتمام الكبير بأدب اليافعين، إيماناً بضرورة التعبير عن أحلامهم وطموحاتهم وقضاياهم، وعلى رأسها تعزيز الهوية.
وزاد بالقول: «نحن في دار (أرجوحة) نهتم بأدب اليافعين، لتسليط الضوء على تطلعاتهم ومناقشة مشاكلهم».
«معايير واضحة»
في السياق ذاته، قالت رئيسة لجنة التحكيم الكاتبة هدى الشوا إن اللجنة في الدورة السابعة وضعت آلية من المعايير الواضحة لمساعدة لجنة التقييم في عملية التحكيم للأعمال التي أقرّتها أمانة الجائزة كمؤهلة للترشح، والتي تضمنت مشاركات من دور نشر عربية متعددة ورائدة.
وذكرت الشوا أنه من الجدير بالذكر أن الأعمال المختارة في القائمة القصيرة اختيرت بعناية، لجودتها الفنية محتوى وشكلاً، إذ تناولت الأعمال الخمسة المتنافسة في «أدب اليافعين» موضوعات راهنة تتماشى مع رؤية جائزة عبدالعزيز المنصور في تقديم الأعمال الأدبية المتميزة، التي تلبّي احتياجات وتطلّعات الجيل الراهن من اليافعين.
ومضت «لذا، لم تكن النصوص المرشحة في القائمة القصيرة بعيدة عن قضايا عالم اليافعين الواسع، بل شكّلت هذه الروايات الخمس ببنيتها السردية المتينة وعوالمها الخاصة (موازييك)، يمثّل خارطة للوطن العربي».
وأوضحت الشوا أن رواية «11 نقطة» التي اختارتها اللجنة بالإجماع، واعتمدتها أمانة الجائزة، اختيرت لتميّزها من حيث المضمون، ومن حيث الشكل الفني، ولانسجامها بامتياز مع خصائص ومعايير التقييم الفني التي وضعتها لجنة التحكيم.
وختمت كلمتها بتوجيه الشكر لجائزة الدكتور عبدالعزيز المنصور لدعمها المستمر لصناعة النشر العربي، وتعزيز الإبداع الأدبي والثقافي في الوطن العربي من هنا في الكويت، عاصمة الثقافة العربية 2025. و«أيضا، شكراً لمجلس أمناء الجائزة رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، ورئيس لجنة التطوير المهني هيثم حافظ، والمنسق العام للجائزة صالح الغازي».
«الأفكار المطروحة»
من جانبه، أكد رئيس لجنة التطوير المهني هيثم حافظ على سعي الجائزة باستمرار على تطوير صناعة النشر العربية، مشيراً إلى أن الأفكار المطروحة واسعة ومتعددة، وأن الجميع يسعون إلى بلورة رؤية جديدة تعزز حضور النشر العربي وتواكب متغيراته.
وأضاف حافظ أن الجائزة أنشئت أساساً بهدف دعم وتطوير صناعة النشر في الوطن العربي، مبيناً أن الفكرة والإستراتيجية التي وضعها الدكتور المنصور تقوم على النهوض بصناعة النشر.
«التهجير والنزوح»
أوضح شوقي أن رواية «11 نقطة» تعد من الأعمال المميزة المقدمة لليافعين، إذ تحدّثت عن فكرة التهجير أو النزوح من قرية إلى أخرى، حيث يسعى الطفل بطل الرواية، برفقة والدته إلى بناء مكتبة جديدة، فيما يحاول مواجهة ظاهرة التنمر التي يواجهها منذ فترات طويلة، من خلال تعلم الفنون القتالية «كونغ فو».