أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، أن تسجيل التراث الكويتي ضمن التراث العالمي لا يعني التجميد، أو عدم التطوير أو بناء فنادق، موضحاً أن هناك تطويراً ضمن شروط وضوابط محددة، ولابد أن يفهم الناس لماذا يجب الالتزام بهذه الضوابط.

كلام الجسار، أتى خلال افتتاح الموسم الرابع عشر لـ«الملتقى الثقافي» والذي دُشّن بأمسية عنوانها «جزيرة فيلكا، ومدينة الأحمدي والتراث العالمي»، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وشارك في الأمسية إلى جانب الجسار، كل من الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف محمد بن رضا، والمهندس صباح الريس، والدكتور سلطان الدويش، فضلاً عن رئيس قسم الترميم والمحافظة على المباني التاريخية في المجلس الوطني زهرة علي بابا.

في مستهل حديثه، قال مؤسس ورئيس الملتقى الأديب طالب الرفاعي، إن الأمسية الافتتاحية تضيء على جزيرة فيلكا ومدينة الأحمدي لتمتعهما بمقومات مواقع التراث العالمي، مستشهداً بتعريف اليونسكو لهذه المواقع باعتبارها ذات قيمة استثنائية للبشرية وإرثاً مشتركاً للأجيال.

«تاريخ الهندسة»

من جهته، تحدث المهندس صباح الريس، عن كتابه «تاريخ الهندسة في الكويت» الصادر عام 2017، مشيراً إلى أن الكتاب غطّى معمار مدينة الأحمدي التي تمثل بدايتها بداية تعمير الكويت منذ العام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية.

وأوضح الريس، أن الكويت اعتمدت قديماً على الطين وصخر البحر في البناء، حتى أحدث دخول الأسمنت عبر المستشفى الأمريكاني ثورة عمرانية. وأضاف «كما شهدت الأحمدي استخدام مواد وأساليب جديدة، منها البيوت الجاهزة من أوروبا، وتصميمها بمكاتب إنكليزية وأميركية، وهي أول مدينة يدخلها التكييف في الكويت».

وذكر الريس، أن جميع مباني الأحمدي كانت قديماً ملكاً لشركة (KOC) التي تولّت البناء والصيانة وتوزيع البيوت، حتى تفاصيل الحدائق كانت خاضعة لسيطرتها.

«ملف تمهيدي»

ثم التقطت المهندسة زهرة علي بابا طرف الحديث، موضحة أن إدراج أي مبنى ضمن قائمة التراث العالمي يتم عبر إعداد ملفات تبرز القيمة التاريخية لتلك المواقع وأن هناك شروطاً بصرية لرؤية هذه المواقع من زوايا مختلفة، و«حالياً يشتمل الملف الكويتي المقدم لليونسكو على بعض المواقع، مثل أبراج الكويت ومنظومة المياه وهناك ملف تمهيدي يشمل جزيرة فيلكا لإدراجها ضمن التراث العالمي».

«البعثات الأثرية»

في غضون ذلك، تطرق الأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس محمد بن رضا، إلى المشاريع في جزيرة فيلكا ومدينة الأحمدي والخطة التي تستمر حتى 2030، مضيفاً «ولقد بدأت الخطة من خلال استقبال بعض البعثات الأثرية وهناك بعثات للتنقيب في بعض الأماكن بالمشاركة مع الكوادر الوطنية».

وزاد بالقول: «ما يميز جزيرة فيلكا وجود 5 حضارات فيها، كما يقوم المجلس الوطني حالياً بتأهيل بعض المواقع الأثرية في الأحمدي مثل سوق الأحمدي القديم وسينما الأحمدي».

«موقع بحرة»

في حين شدّد الدكتور سلطان الدويش على أهمية موقع «بحرة» في الصبية ضمن التراث العالمي لأنه يمثل بداية حقبة استيطان الإنسان في المنطقة منذ 7 آلاف سنة، و«كانت من أقدم المدن في العالم وهو موقع فريد لا مثيل له ووجد بصمة لصناعة الفخار الملون، كما تم العثور على 16 ألف قطعة فخار بالموقع، الذي يحوي أيضاً بيوتاً ومعبداً وحياة كاملة».

ومضى الدويش، أن «دول الخليج سجلت الكثير من المواقع ضمن قائمة التراث العالمي، بينما الكويت حتى الآن لم تسجل أي موقع، وأن لدينا مواقع لا مثيل لها في دول الخليج، ونتمنى تسجيل هذا الموقع في قائمة التراث العالمي».

«المفهوم الخاطئ»

وفيما أدلى كل بدلوه، كان الجسار يدوّن النقاط الأساسية لكل متحدّث، ليردّ عليها في ختام الأمسية، إذ تحدّث قائلاً: «وضعنا مع التراث العالمي أفضل حالياً وكان لدينا اجتماع مع وزير الإعلام، وأكد على أهمية تسجيل تراث الكويت في اليونسكو والتراث العالمي».

وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى وعي، «لأن المفهوم الخاطئ عند الناس أن التسجيل يعني التجميد، بل ان التسجيل لا يعني عدم التطوير أو بناء فنادق، ولكن هناك تطوير ضمن شروط وضوابط محددة ولابد أن يفهم الناس لماذا يجب الالتزام بهذه الضوابط».

«المتحف بلا حياة»

لم يُخفِ الجسار، أن متحف الكويت الوطني بعد الغزو أصبح بلا حياة، رغم أنه يضم التراث الشعبي والحفريات القديمة والموروث الإسلامي، عازياً السبب إلى ضعف الميزانيات السابقة، و«لكن التوجه الآن أن يكون تحت مشروع واحد بتوصية من الجهات الحكومية مع إدارة جهة عالمية واحدة تدير المشروع».