قال وزير النفط رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية طارق الرومي، إن افتتاح مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي التابع لشركة نفط الكويت، يعد جزءاً من إستراتيجية المؤسسة للتحول الرقمي في مجال الطاقة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الرومي، للصحافيين أمس، على هامش احتفالية أقيمت في مجمع مكاتب شركة نفط الكويت بمدينة الأحمدي، بحضور وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخ نواف السعود الناصر الصباح، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح.
وأضاف الرومي، أن هناك توجهاً لربط إنتاج الحقول بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لرفع الإنتاجية، وإنما لرفع الأداء التشغيلي وخفض التكاليف.
وذكر أن منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» تراقب سوق النفط والعرض والطلب، وأحدث تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن النفط الروسي.
وقال: «نحن من خلال (أوبك) نراقب السوق من حيث الطلب والعرض ونراقب تصريحات الرئيس الأميركي»، مضيفاً أنه يتوقع أن تسجل أسعار النفط أقل من 72 دولاراً للبرميل، واصفاً السوق بأنها قوية، مع نمو الطلب بوتيرة معتدلة.
تطوير الأعمال
من ناحيته، قال العمر، إن افتتاح مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي التابع لـ «نفط الكويت»، يعتبر من النتائج الأولية وثمرة الشراكات الإستراتيجية بين الكويت وشركة (مايكروسوفت) العالمية.
وذكر العمر أن المركز يعمل على استخدام التكنولوجيا المتطورة في تطوير أعمال «نفط الكويت» لاسيما توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية اليومية التي تعمل بدورها على توفير الوقت والجهد والمال، معرباً عن تطلعه لتعميم هذا التعاون في مختلف قطاعات الدولة وليس القطاع النفطي فقط.
من جانبه، قال السعود، في تصريح مماثل، إن افتتاح المركز يسهم في تقليل عدد الأيام التي تستخدم لحفر بئر واحدة، ويزيد كفاءة عمليات الحفر.
وأوضح أنه لا بديل عن العنصر البشري في تحليل ما يصدر من الذكاء الاصطناعي، مبينا أنه مهما كان الذكاء الاصطناعي سريعاً ودقيقاً فإن الذكاء البشري يفوقه.
وأفاد بأن إنتاج الكويت وصل 2.548 مليون برميل يومياً، وفقا للحصص المقررة للإنتاج من تحالف (أوبك +)، مؤكداً أن الخطة المتعمدة هي الوصول إلى قدرة إنتاجية تصل 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2035.
بدوره، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«نفط الكويت» أحمد العيدان، أن افتتاح مركز الابتكار يمثل محطة إستراتيجية جديدة في مسيرة الشركة، وتجسيداً عملياً لرؤية البلاد في التحول الرقمي والابتكار في قطاع الطاقة.
وأضاف العيدان، أن «نفط الكويت» أدركت مبكرا أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة، قائلا «نجني اليوم ثمار هذه الرؤية من خلال شراكتنا الإستراتيجية مع شركة مايكروسوفت».
وأضاف أن هذه الشراكة لم تكن مجرد اتفاقية، تقنية بل أصبحت نموذجاً متكاملاً لمنظومة ابتكار، جمعت بين الخبرات الوطنية وأفضل الممارسات العالمية.
آبار أكثر ذكاءً
وأشار إلى أنه منذ انطلاق هذا التعاون تم تحقيق نتائج ملموسة، وهي آبار أكثر ذكاء تعتمد على تحليل البيانات في الوقت الفعلي، وتوقعات إنتاج أكثر دقة تعزّز من جودة القرار، إضافة إلى منصة ذكية لجدولة عمليات الحفر، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أسهمت في زيادة الإنتاج وتقليص فترات التعطل.
ولفت العيدان إلى أن المركز سيشكل حجر الأساس لمستقبل صناعة الطاقة في الكويت خلال العقود القادمة، مؤكداً مواصلة الاستثمار في تطوير الكفاءات الوطنية وفتح المجال أمام الشباب الكويتي، ليقودوا مسيرة التحول في عالم الذكاء الاصطناعي والطاقة.
اقتصاد معرفي
من جانبه، قال رئيس شركة مايكروسوفت لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نعيم يزبك، إن افتتاح المركز يمثل حدثاً تاريخياً ولحظة فارقة في مسيرة التحول الوطني نحو اقتصاد معرفي متقدم ويجسد رؤية الكويت الثاقبة في ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا.
وأضاف يزبك أن «مايكروسوفت» أعلنت أخيرا عن توسع إستراتيجي في أعمالها داخل الكويت، في خطوة تعكس إيمانها العميق بإمكانات هذا البلد والتزامها الراسخ بدعم مسيرته نحو التحول الرقمي الشامل.
وأكد أن المركز منصة متكاملة لصناعة المستقبل وركيزة استراتيجية لتعزيز التميز التشغيلي وترسيخ مفاهيم الاستدامة وتمكين الكفاءات الوطنية التي ستقود هذا التحول من قلب القطاع وبعقول كويتية واعدة.
وذكر أن الشراكة مع «نفط الكويت» تقوم على 3 محاور رئيسية تمثل جوهر الالتزام المشترك، وهي تمكين الكفاءات الوطنية والابتكار المشترك إضافة إلى تحسين كفاءة الشبكات التشغيلية.
وأفاد يزبك أن بناء مستقبل رقمي مستدام يبدأ من الموارد البشرية، مشيرا إلى أن (مايكروسوفت) ملتزمة بتطوير جيل جديد من المواهب الوطنية من المهندسين والمحللين والخبراء يمتلكون الأدوات المعرفية والمهارات التقنية لقيادة هذا التحول بكفاءة واقتدار.
وأوضح أنه عندما تتلاقى الخبرة العميقة لشركة نفط الكويت في العمليات التشغيلية مع قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة يمكن تطوير حلول ذكية ومخصصة تعالج التحديات الفعلية وتدفع بكفاءة الإنتاج إلى آفاق جديدة.
وقال إن «مايكروسوفت» تدرك بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية بل هو أداة استراتيجية لإعادة تشكيل المستقبل وبناء اقتصاد معرفي نابض بالحياة يضع الإنسان في صلب المعادلة ويعزز من تنافسية القطاعات الحيوية.(كونا- رويترز)
تسريع تبني التقنيات بـ «نفط الكويت»
يمثل المركز خطوة نوعية ضمن مسار التحول الرقمي في عمليات الشركة التشغيلية وذلك، بالتعاون مع «مايكروسوفت» العالمية، وبدعم من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر. ويهدف إلى تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الشركة، بما يسهم في:
- رفع كفاءة الأداء التشغيلي.
- تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية
- ضمان جودة وسرعة اتخاذ القرار
- استثمار أحدث الحلول الرقمية المبتكرة
ويجسد المركز مكانة «نفط الكويت» كشركة رائدة في تطوير قطاع الطاقة الوطني، وحرصها على مواكبة أحدث التوجهات التقنية العالمية.
عرض حي لجدولة منصات الحفر
تم خلال الحفل تقديم عرض حي عن مشروع الذكاء الاصطناعي لجدولة منصات الحفر، والذي يمثل نقلة نوعية في تعزيز قدرات الشركة على إدارة وتحليل البيانات التشغيلية بشكل لحظي وتقديم حلول استباقية تسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتدعم تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035).
ويمكن المشروع الشركة من الاستفادة من التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، لتطوير منظومة اتخاذ القرار وربط الأنظمة التشغيلية بمرونة وتحقيق تكامل سلس بين العمليات والمشاريع والبيانات.