هناك ارتفاع عالمي في معدلات الإصابة بالسرطان، كما بيّنت منظمة الصحة العالمية، وقد كشفت تصاريح قادة المركز الخليجي لمكافحة السرطان في الرياض، أن الزيادة السنوية ما بين 1 - 5 في المئة في مجلس التعاون الخليجي...

من أجل ذلك تتزايد الحاجة إلى حملات توعية صحية تركّز على الوقاية من عوامل الخطر القابلة للتجنب.

وبينما يكثر الحديث عن التغذية والتدخين والنشاط البدني، تبقى بعض العوامل الأخرى، كالتعرض المفرط لأشعة الشمس، مُهملة في الخطاب الصحي العام، رغم علاقتها المباشرة بسرطان الجلد، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم.

لا شك أن الشمس تلعب دوراً مهماً في تصنيع فيتامين (د) الضروري لصحة العظام والمناعة. إلا أن الإفراط في التعرض لأشعة الشمس،

لاسيما الأشعة فوق البنفسجية (UV)، يمثل عامل خطر رئيسي لسرطان الجلد، خصوصاً «سرطان الخلايا القاعدية» و«سرطان الخلايا الحرشفية» و«الميلانوما»، المعروف باسم سرطان الخلايا الصبغية، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد.

ملايين من حالات سرطان الجلد تسجل على مستوى العالم كل عام. وتشير التقديرات إلى أن نحو 90 في المئة من حالات سرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما الخبيثة) مرتبطة بالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو من أجهزة التسمير الاصطناعي.

ونحن في الكويت نظراً لسمرتنا، فإن مخاطر نسبة الإصابة تقل عن دول مثل استراليا، على سبيل المثال، حيث أشعة الشمس وبياض البشرة وإصفرارها يعتبران عامل مخاطرة كبيراً هناك.

وقد سجّلت الإحصائيات لدينا في الكويت عام 2020، 24 حالة سرطان جلد بنسبة 7.3 في المئة من مجمل الإصابات السرطانية.

إنّ حملات التوعية الصحية التي تقودها الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) وكذلك حملات وزارة الصحة، يعتبران حجر الزاوية في الحد من الإصابة بسرطان الجلد.

وقد ذكرت حملات التوعية أن أبرز وسائل الوقاية من سرطان الجلد هو:

- تجنّب التعرّض المباشر للشمس بين الساعة 10 صباحاً و4 عصراً لا سيما في فترة الصيف الحار لدينا.

- ارتداء ملابس واقية وقبعة واسعة ونظارات شمسية.

- استخدام واقي شمس بمعامل حماية لا يقل عن SPF 30، وتجديده كل ساعتين.

كما أن من الضروري على الأسر أن تنبه أطفالها لتجنب اللعب والبقاء في أشعة الشمس من دون أخذ الاحتياطات.

ونظراً لما لمسته ولمسه زملائي الأطباء المختصين بالسرطان من معاناة للمريض،

لاسيما من سرطان الخلايا الصبغية، معاناة في رحلة العلاج وتدني نسب الشفاء منه، فإن دورنا مع الإعلام يعد محورياً في نشر الوعي الصحي لتجنب الإصابة بالأمراض السرطانية...

إنّ برامج التوعية في وسائل الإعلام، ونشر المعلومات التحذيرية وزيادة الحملات في مواقع التجمع السكاني والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك يمكن أن يكون وسيلة فعالة للوصول إلى الفئات المستهدفة التي قد تستهين بأهمية الوقاية.

إنّ الوقاية من السرطان تبدأ بمعرفة عوامل الخطر. وإدراج تلك العوامل ضمن البرامج الصحية المدرسية ضرورة صحية ملحة لحماية الأجيال القادمة، ولعله في وجود الدكتورة وفاء الكندري، على رأس المسؤولين عن الصحة المدرسية، فرصة ممتازة لنجاح برامج التوعية للطلاب لما عرف عنها من تفانٍ في العمل واجتهاد.

إنّ الوقاية من الأمراض المزمنة وعلى رأسها أمراض السرطان ليس خياراً بل حاجة تزداد كل عام.