قرر حزب يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد)، وهو أحد الأحزاب المتزمتة دينياً في إسرائيل، الانسحاب من الائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب خلاف طويل الأمد حول عدم صياغة مشروع قانون لإعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
وكتب ستة من الأعضاء السبعة المتبقين من الحزب، الذي يتألف من فصيلي «ديغيل هتوراه» و«أغودات يسرائيل»، رسائل استقالة. وكان رئيس «يهدوت هتوراه» إسحاق غولدكنوب قد استقال قبل شهر.
ومن شأن ذلك أن يضعف موقف الحكومة التي باتت تعتمد على غالبية هشة (61 مقعداً من 120 في الكنيست)، في وقت حاسم من حرب «الإبادة الجماعية» على غزة.
ولا يهدد انسحاب الحزب، حكومة نتنياهو بشكل فوري، لكن بمجرد أن يصبح ساري المفعول خلال 48 ساعة مع تقديم استقالات وزرائه، سيظل رئيس الوزراء متمتعاً بغالبية ضئيلة في حكومة قد تعتمد الآن بشكل أكبر على تغيرات حزبين من أقصى اليمين.
وتمثل خطوة الحزب، صفعة سياسية قوية لنتنياهو، وتفتح الباب أمام سيناريوهات عدة، أبرزها احتمال فقدان الغالبية البرلمانية في حال انسحاب حليف المتشددين التقليدي، حزب «شاس»، حيث ستفقد الحكومة غالبيتها لتتحول إلى حكومة أقلية مكونة من 50 نائباً فقط.
ووفق مصادر حزبية سيستفيد نتنياهو من اقتراب عطلة الكنيست الصيفية التي تبدأ نهاية يوليو وتمتد حتى منتصف أكتوبر، ما يمنحه وقتاً لمحاولة احتواء الأزمة وإعادة ترميم ائتلافه اليميني المتطرف.
وتعكس هذه الأزمة مجدداً هشاشة النظام السياسي، حيث تشكل الحكومات غالباً من تحالفات حزبية غير متجانسة، ما يجعلها عرضة للانهيار عند بروز خلافات داخلية.