لسوريا معنا، نحن الكويتيين، ذكريات لا تنسى، فسوريا كانت قبلة لكثير من الأسر الخليجية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .

وعندما تاهت الشام في عصر الطغيان وتدخلت بها أصابع خارجية آثمة وهرب كثير من أبنائها للخارج بحثاً عن الأمن والأمان، عندما حدث كل ذلك غابت بعض نجوم الحضارة والمجد عن سماء أمتنا العربية بل وشعر كل عربي بأن قطعة من وجدانه وفؤاده تم اقتطاعها منه.

واليوم وبعد تحرير الشام وعودتها إلى أبنائها عاد الأمل بعودة الشام إلينا وعودتنا إليها.

اليوم تستعيد دمشق جزءاً من نشاطها ويعود تدريجياً لها رونقها، فدمشق واحدةُ من أقدم المدن المأهولة في العالم، وهي ليست فقط مركزاً ثقافياً وتاريخياً بل أيضاً واجهة سياحية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

دمشق كانت في العصور الإسلامية الأولى مركز الحضارة وسيدة العالم، وهي اليوم تستعيد جزءاً من نشاطها بفضل جهود إعادة الإعمار والترميم، وقد لاحظ السياح الكويتيون، في هذا العام الفرق هناك، اختفت مظاهر استغلال السائح عند الحدود وانتهت الشعارات الجوفاء، وبدأت الحياة الطبيعية تدب في عروقها، ورغم محاولات البعض لإيقاف حركة الإصلاح، رغم ذلك فإن الناس لديهم أمل قوي في نجاح صفحتهم الجديدة.

لقد علمنا التاريخ أن الشعوب التي تطلب الحياة والرفعة تحصل عليها حتى وإن تكالبت عليهم قوى الشر والتخلف.

بيد أهل سوريا اليوم اغتنام الفرصة والتمسك بوحدتهم والعمل مع قياداتهم لبناء دولتهم، وعليهم الحذر ممن يتمنى لهم الشر والفتن خدمةً لقوى خارجية، بدايات مبشرة بالخير وأمل يعلو كل يوم.