نفى الرئيس دونالد ترامب، تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة، وتوعد بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى طهران في حال قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، منتقداً المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.

وبينما تدفقت حشود ضخمة من المشيعين المتشحين بالسواد إلى شوارع طهران، السبت، لتشييع قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين ومدنيين قتلوا خلال الحرب مع إسرائيل، وندد وزير الخارجية عباس عراقجي، بتصريحات ترامب «غير المقبولة» بحق المرشد، ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز»، أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، سيعقد خلال الأيام المقبلة محادثات مع مسؤولين أميركيين، «ستتناول إمكانية التوصل لاتفاق يوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات».

وفي منشور على منصة «تروث سوشيال» مساء الجمعة، تساءل الرئيس الأميركي «من هو الكاذب في إعلام الأخبار الزائفة الذي يقول إن الرئيس ترامب يريد أن يعطي إيران 30 مليار دولار لبناء منشآت نووية غير عسكرية؟ لم أسمع يوماً عن هذه الفكرة السخيفة»، واصفاً التقارير بأنها «خدعة».

وكانت شبكتا «سي إن إن» و«إن بي سي نيوز» ذكرتا، نقلاً عن مصادر، يومي الخميس والجمعة على التوالي، أن واشنطن ناقشت إمكانية تقديم حوافز اقتصادية لطهران مقابل وقف تخصيب اليورانيوم.

كما انتقد ترامب، إعلان خامنئي، الانتصار في الحرب.

وكتب «كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته».

وتابع «لقد أنقذته من موت قبيح ومهين للغاية، وليس عليه أن يقول: شكراً لك، الرئيس ترامب».

وأشار الرئيس الأميركي أيضاً، إلى أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، وهو أحد مطالبها المزمنة.

وأضاف «لكن لا، بدلاً من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات، وأشياء أخرى».

والخميس، أشاد خامنئي في أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار، بـ«الانتصار» على إسرائيل، وتعهد عدم الرضوخ للضغوط الأميركية، وأصر على أن واشنطن تلقت «صفعة» مهينة.

تشييع القادة والعلماء

إيرانياً، وبعد 4 أيام من الهدنة التي وضعت حداً للحرب، شيعت البلاد 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم إسرائيل خلال حرب الـ 12 يوماً، في مشهد مهيب أرادت له الجمهورية الإسلامية أن يكون «بيعة للمستقبل» وأن يؤسس لمرحلة جديدة «تربك حسابات الأعداء».

وشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم، بحسب مشاهد التلفزيون، التي أظهرت كذلك قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني.

كما ظهر علي شمخاني، أحد مستشاري خامنئي، وهو يتكئ على عصا بعدما أصيب في ضربة إسرائيلية.

وتجمع الآلاف في الشوارع حاملين أعلاماً إيرانية ولافتات كتب على بعضها «بوم بوم تل أبيب»، في إشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل رداً على ضرباتها.

وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، من بين القتلى 16 عالماً على الأقل و10 من كبار القادة العسكريين، منهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زادة.

وقتلت مع باقري زوجته وابنته الصحافية فرشته. وبين القتلى أيضاً، أربع نساء وأربعة أطفال.

لا استسلام

من جانبه، كتب عراقجي على منصة «إكس»، «إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى (...) وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين».

وقال «إن تعقيد الإيرانيين وصلابتهم معروف في سجادنا الرائع، الذي نسجته ساعات لا تُحصى من العمل الشاق والصبر. نحن كشعب، مبدؤنا الأساسي بسيط وواضح: نحن نعرف قيمتنا، ونُثمّن استقلالنا، ولن نسمح لأحد أبدا أن يقرر مصيرنا».

وأضاف «حسن النية يولد حسن النية والاحترام يولد الاحترام».

كما كتب عراقجي على «إنستغرام»، «قدم الإيرانيون دماءهم وليس أرضهم؛ لقد قدموا أحباءهم وليس شرفهم؛ لقد صمدوا أمام وابل من القنابل وزنه ألف طن، لكنهم لم يستسلموا»، مضيفاً أن إيران لا تعرف كلمة «استسلام».

منشأة فوردو

إلى ذلك، أظهرت صور أقمار اصطناعية جديدة التُقطت الجمعة، تصاعداً في أعمال البناء والحفر في منشأة فوردو النووية، بعدما كان ترامب أكد تدمير منشآت فوردو وناتانز وأصفهان في عملية «مطرقة منتصف الليل».

وبحسب مجلة «نيوزويك» فإن الصور التي التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجي»، تُظهر وجود معدات ثقيلة لا تزال في الموقع، وأعمال حفر إضافية، ومؤشرات إلى أن مداخل الأنفاق المؤدية للمنشأة النووية قد تم إغلاقها عمداً قبل الضربات.