يستعد الكثير من أهل الكويت من مواطنين وضيوف إلى ترتيب إجراءات السفر صيفاً ولو لشهر واحد فقط، إما للسياحة والهرب من لهيب الصيف الكويتي وإما للترفيه عن النفس وكسر الروتين وإما «للتشيحط»، وإما لكل تلك الأسباب معاً فتعددت الأسباب والسفر واحد.

وبسبب بعض الأحداث السياسية فإن السفر إلى بعض العواصم العربية بات الأكثر ملاءمة مثل القاهرة وبعض مدن المملكة المغربية، وهناك من يفضل الولايات المتحدة الأميركية، بيد أن البعض لا يسافر إلا إلى بريطانيا أو إسبانيا، وقلةٌ تفكر في السفر إلى جنوب شرق آسيا مع قفزة بالسفر إلى جورجيا أو أذربيجان، بينما ما زالت تركيا تستعد لاستقبال الكثير من السائحين العرب.

وإذا عدنا إلى فلسفة السفر لدى الكثير من الناس فإن هناك إشكالية كبيرة في سلوكيات بعض المسافرين عبر تصرفات غير ملائمة، سواء في اتباع القوانين والتعليمات المتعلقة بالسفر، من حيث الوصول متأخراً أو أن تكون لديه أوزان زائدة ويرفض الدفع ولا يترك شخصاً يعرفه إلا وقام بالاتصال به لإيجاد حل ما لتلك المشكلة، ناهيك عن بعض التصرفات في بعض الدول الأجنبية خاصة في أوروبا مثل عدم الاهتمام بالنظافة في الحدائق وغيرها من التصرفات التي تسيء إلى سمعة السائح الكثير الترحال. لذا أتمنى أن تكون هناك عقوبات صارمة بحق كل من يقوم بسلوكيات سلبية.

إن كل مواطن إنما هو سفير لدولته، وعليه أن يلتزم بالسلوك الحضاري، وكم أشعر بالضيق من بعض تصرفات البعض وإن كانوا قلة، بينما نشعر نحن بالغضب إن قام أحد ضيوف الكويت بسلوك معين لا يعجبنا، ويكون الغضب بصورة كبيرة، رغم أنه تصرف فردي. وعليه فإن المجتمع الأوروبي يغضب كثيراً بالنسبة لعدم الالتزام بالقوانين وبشروط النظافة مهما كانت جنسية من يقوم بذلك، بل إننا لمسنا رفضاً لكثرة السياحة في بعض المدن الأوروبية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بصورة جنونية.

وربما يتعرض السائح إلى مضايقات بسبب تصرفات معينة قام بها فتكون ردة الفعل غير مناسبة، وقد يضطر إلى الاتصال بالسفارة لإيجاد حل ما وفيه مضيعة لوقت السلك الدبلوماسي بل هو إحراج لهم مادامت هناك قوانين يجب الالتزام بها.

وعلينا الابتعاد عن التعميم، فعندما تسافر إلى دولة ما وتتعرض إلى غش في الأسعار فليس من العدل التعميم بأن هذا المجتمع يميل إلى الغش والنصب والاحتيال، ففي كل مجتمع هناك عنصر سلبي وآخر إيجابي مثل المجتمع الكويتي.

وتتصدر المرأة في التسوق، وكأن الكويت ليس بها محلات تجارية بل إنها تشتري حتى الأشياء التي لا تحتاجها، بينما هناك الرجال الذين يبحثون عن بعض الأماكن السياحية والبحث عن المطاعم المتميزة دون الخوض في التفاصيل، بينما هناك من يفضل أن يقوم بالطهي بنفسه خاصة أن البعض بمجرد ما أن يسافر فإنه يشعر بطاقة كبيرة للمشي والتنقل، وهو أمر لا يقدر عليه في الكويت، وربما الطقس له علاقة بهذا الأمر.

ولا بأس بحسن التخطيط للسفر لمعرفة تفاصيل التفاصيل عبر سؤال شخص تعرفه يسافر إلى بلد ما بصورة مستمرة، أو أن تعرف شخصاً ما من أهل تلك الدولة.

يقول الإمام الشافعي عن فوائد السفر:

تغرَّب عن الأوطان في طلب العُلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائدِ

تَفرُّجُ هَمٍّ واكتساب معيشة

وعِلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ

وبالنسبة لمن يسافر مع صديق أو أكثر فهي فرصة ذهبية لمعرفة أصالة هذا الصديق، وكم عُرفت تصرفات بعض الأصدقاء أثناء السفر فانتهت صداقتهم؛ لأن طرفاً ما اكتشف صفات ما فقرر الصمت إلى أن يعود إلى الكويت ويقطع علاقته بهذا الصديق أو أن يجعلها علاقة سطحية دون أن يكون السفر معه فكرة يمكن دراستها.

ويقول أحد الظرفاء: إن من فوائد السفر كسر الروتين، والابتعاد عن روتين الطبخ الكويتي، والاستمتاع بالطقس المناسب صيفاً.

همسة:

السفر متعة وفلسفة... شرط حسن الإعداد له.